رواية مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
المحتويات
عمتو نخلص أكل وأكلمكوا عنها
قالت أمه التى كانت تجلس فى المقعد المواجه له
احنا بنعرف نسمع كويس واحنا بنتكلم .. ها قولى ده أنا طايره من الفرح من ساعة ما قولتلى .. أخيرا قررت تتجوز وتريح قلبي
ابتسم عمر قائلا لأمه
مكنتش أعرف ان عدم جوازى تاعبك كده
قالت له أمه بعتاب
اديني أهو يا ست الكل .. هتجوز .. وقريب أوى هتشيلي أحفادك كمان ان شاء الله
اسمها ايه
بادلها الابتسام قائلا
اسمها ياسمين
قالت أمه
الله .. اسمها حلو أوى
نظرت مدام ثريا الى عمر قائله
ها يا عمر .. ما قولتليش مين عيلتها .. حد نعرفه
تنحنح عمر ثم نظر اليها قائلا
لأ مش بنت حد نعرفه يا عمتو .. باباها راجل على المعاش كان بيشتغل فى وظيفه حكومية .. ووالدتها متوفيه .. وليها أخت واحده أصغر منها .. وهى ..ياسمين .. بتشتغل دكتورة
بيطرية هنا فى المزرعة .. وأختها كمان سكرتيرة كرم
وأشار فى آخر جملة برأسه الى كرم الجالس بجواره .. تبادل والده ووالدته النظرات ثم نظروا اليه فى صمت .. لكن وجه مدام ثريا ظهر عليه علامات الڠضب .. وهتفت قائله
يعني ايه بنت موظف فى الحكومة .. وهى واختها بيشتغلوا هنا فى المزرعة
قال عمر ببرود
ووالدها كمان بيشتغل هنا .. مسؤل عن مخزن العلف
ما شاء الله خلصت من نانسي وعيلتها .. ووقعت فى ياسمين وعيلتها
هتف عمر پحده
لو سمحتى يا عمتو .. أنا لا عايز أفتكر نانسي وعيلتها .. ولا عايز حد يتكلم بطريقة مش كويسة عن ياسمين وعيلتها
قالت پحده مماثله
لازم تفضل فاكر نانسي .. عشان تقدر تتعلم من أخطائك .. لأنك شكلك وقعت فى نفس الغلط مرة تانية
أنا مش طفل صغير .. أنا راجل وناضج وعندى 38 سنة .. يعني صعب أوى أقع فى نفس الغلط مرتين .. ده بالإضافه ان دى حياتى .. ومن حقى أختار الانسانه اللى هتشاركنى فيها .. وأنا ميهمنيش المستوى المادى ل ياسمين .. طالما احنا الاتنين متفاهمين .. وبعدين لو بنقيسها بالمسطرة يبقى أنا أقل منها فى المستوى الثقافى والعلمى لأنها دكتورة وأنا خريج زراعة
ده اسمه تهريج .. انت راجل ناجح فى حياتك ورجل أعمال له اسمه وثقله فى مصر .. وانسان مثقف ومتحضر جدا .. وابن عيلة من أكبر
العائلات فى مصر .. ازاى تقارن نفسك لوحده بنت موظف وتقول انها اعلى منك
قال عمر بحزم
وعشان كل اللى حضرتك قولتيه ده ... أعتقد انى ناضج كفاية انى أختار الانسانه اللى أتجوزها
وأحب أقولكوا معلومة تانية عن ياسمين
نظر اليه الجميع وتعلقت عيونهم به .. صمت قليلا ثم قال بهدوء
ياسمين مطلقة
شهقت أمه .. ونظرت اليه بدهشة .. أما عمته فقد قامت من مكانها وقالت
دى مهزله .. أنا مش ممكن أبدا أوافق على المهزله دى
ثم غادر وصعدت الى غرفتها .. ساد الصمت لفترة .. استأذن كرم فى الانصراف وغادر فى صمت .. بعد برهه نظرت اليه أمه قائله
مطلقة يا عمر
ثم استطردت قائله
ليه انت نقصك ايه عشان تتجوز واحدة مطلقه
زفر عمر بضيق قائلا
ومالها المطلقه مادام اتظلمت فى جوازتها الأولى
تعالى صوتها قائله
وأنا مالى وملها .. ماتتجوز واحد مطلق واتظلم زيها .. لكن ابنى اللى متجوزش قبل كده يتجوزها ليه
قال عمر بصرامة
يتجوزها عشان بيحبها .. وعشان شاف ان هى دى الإنسانه اللى مناسبه ليه .. وبعدين هى اتجوزت شهر واحد بس .. يعنى ما أعدتش معاه كتير
قالت أمه پحده
وايه سبب طلاقها
قال عمر ببرود
خاڼها وضربها .. ورفعت عليه قضيه خلع .. وكسبتها من كام يوم
صاحت أمه فى ڠضب
والهانم مقدرتش تستنى حتى لحد ما عدتها تخلص .. قامت لفت على ابنى
قال عمر فى ڠضب
ماما لو سمحتى .. انتى بتتكلمى عن الانسانه اللى انا بحبها .. واللى هتجوزها
قامت أمه وقالت بصرامة
لو انت اتجوزت البنت دى اعرف انى مش راضيه عنك ولا عن جوازتك دى
غادرت وصعدت الى غرفتها هى الآخرى .. ساد الصمت لفتره .. ثم سأله أبوه قائلا
انت واثق فيها هى وأهلها .. يعنى أقصد سبب طلاقها
أومأ عمر برأسه قائلا
أيوة يا بابا .. أصلا أستاذ شوقى المحامى بتاعنا هو اللى كان متابعلها القضية بتاعتها
أطرق أبوه برأسه قليلا ثم نظر الى عمر قائلا
انت أدرى بمصلحتك يا ابنى .. وزى ما قولت انت ناضج كفايه عشان تختار شريكة حياتك صح .. لو مكنتش ناضج مكنتش قدرت تكتشف زيف نانسي وتتخلص منها
ابتسم عمر بوهن قائلا
كويس على الأقل واحد من العيله دى واقف فى صفى
ابتسم له أبوه قائلا
كل حاجه غير مألوفه بتاخد وقت عشان تخلى اللى أدامك يتعود عليها .. بالصبر وطولة البال
متابعة القراءة