رواية مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
المحتويات
أدرى بمصلحتك يا ابنى .. وأنا من جهتى مش هبطل الدعوة اللى بدعيهالك ليل ونهار وفى صلاتى وفى كل وقت ربنا يحميك وينورلك بصيرتك ويكفيك شړ ولاد الحړام
ده انسان لا يطاق
هتفت نانسي بهذه العبارة فى ڠضب بعدما قصت على نادين نا حدق بينها وبين عمر فى شرم ..
تمتمت نادين قائله مضطرين نستحمله
نظرت نانسي اليها وقالت فى عصبيه
قالت نادين فى برود
بس ابن رئيس الخدم بتاعنا مش هيقدر ينقذنا من ورطتنا .. مفيش حد غير عمر يقدر يلحقنا قبل ما نتفضح أدام الناس
طيب أعمل ايه دلوقتى من ساعة ما رجعنا مكلمنيش وقبل ما نرجع يدوب قالى كلمتين بالعافية
ألتقطت نادين هاتف نانسي وناولتها اياه قائله
اتصلى بيه انتى .. متستنيش اتصاله .. اعتذريله .. وصلحى الموقف بكلمتين حلوين .. واياكى ثم اياكى تحصل مشكلة تانية .. خلى الموضوع يعدى على خير لأن
فالحة بس تقوليلى ده زى الخاتم فى صباعى يا مامى
أمسكت نانسي هاتفها متبرمة واتصلت به
تررررن تررررن تررررن
أخرج عمر خاتفه من جيبه وارتسمت ابتسامه صغيره على محياه عندما رأى أن المتصل نانسي .. ابتسمت كريمة لابتسامة ابنها وعرفت المتصل دون أن تنظر الى الهاتف ربتت على كتفه وغادرت فى صمت
نانسي بصوت ناعم ألو
ثم صمت كلاهما .. تكلمت نانسي أخيرا وقالت
وحشتنى أوى
اتسعت ابتسامة عمر ولكنه صمت ولم يتفوه ببنت شفه
قالت له بنبره مستكينه أتا عارفه انك زعلان منى .. أنا فعلا غلطت .. ومهنش عليا تنام وانت زعلان منى .. أنا آسفة يا حبيبي
اتسعت ابتسامته أكثر ولمعت عيناه لكنه ظل محتفظا بنبرته الجادة وقال لها
انت كان معاك حق .. ما ينفعش بعد ما اتخطبتلك انى أستمر بنفس الطريقة اللى كنت بتعامل بيها قبل الخطوبة مع صحابي .. عشان دلوقتى أنا بتاعتك انت وبس
لم يستطع عمر الاستمرار فى التظاهر وهمس قائلا
وانتى كمان وحشتيني أوى
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها وأطلقت نفسا عميقا فقد استطاعت احتواء المشكلة وعاد لها عمر كما كان
فى حاجة يا ريهام
لم تجبها ريهام بل لم تسمعها أصلا فنادتها ياسمين بصوت أعلى
ريهام .. ريهام
هه .. بتنادى
بنادى .. ايه يا بنتى فين عقلك
مفيش أصلى بفكر فى مشكلة واحدة صحبتى
مشكلة ايه
توجهت ياسمين اليها وجليت بجوارها على السرير .. شعرت ياسمين بأن المشكلة خاصة ب ريهام وليس بصديقتها كما ادعت لكنها لم تفصح عما يدور فى عقلها لتتركها تتحدث بحرية
ها .. ايه بأه يا ستى مشكلة صحبتك
اعتدلت ريهام فى جلستها ووضعت يديها فى حجرها وفركتهما بتوتر وقالت
بصى هى حكتلى المشكلة دى وأنا معرفتش أرد عليها فقولت أحكيلك انتى .. لأنك أختى الكبيرة وأنا بثق فى نصايحك يا ياسمين
مررت ياسمين كفها على شعر أختها فى حنان وقال لها
قولى يا حبيبتى سمعاكى
فى واحد معانا فى الجامعة فى نفس الكلية بتاعتنا وفى نفس السنة .. يعني تقدرى تقولى انه .. يعني .. بيحب صحبتى دى
سكتت ياسمين قليلا ثم قالت
يعني ايه بيحبها
نظرت اليها ريهام بإستغراب قائلة مالك يا ياسمين هى فيزيا .. بيحبها يعني بيحبها
ايوة يعني ايه بيحبها .. ايه اللى هو عمله وهى فسرته انه حب
بصراحة هو قالهالها بطريقة مباسرة
شعرت ياسمين ببعض القلق لكنها سيطرت على ردود أفعالها
وهى بتتكلم معاه فين
لا .. هى مش بتتكلم معاه خالص .. هو وقفها بس كذا مرة فى الجامعة وقالها الكلام ده .. بس هى لا بتخرج معاه ولا بتعد معاه لا فى الجامعة
ولا بره الجامعة ولا مدياله ريق حلو أصلا
شعرت ياسمين بالإرتياح سألتها قائله
طيب فين المشكلة تحديدا
المشكلة انها بتصده جامد لأنه طبعا عايز نظام خروج وموبايلات وكدة يعني .. زى
أى اتنين بيحبوا بعض
طيب طالما بيحبها زى ما بتقولى ليه ما يتقدملهاش وكل ده يبقى فى النور
قالت ريهام بإحباط أبوه السبب .. مش راضى يخطبله قبل ما يخلص دراسته وياخد شهادته
طيب برده يا ريهام معرفتش فين المشكلة
المشكلة انها مضايقة يا ياسمين وحسه انها بتظلمه يعني هو بيحبها وأكيد بيحب يكلمها يعني ڠصب عنه عشان بتوحشه وهى آخر مرة صدته جامد أوى وقالتله كلام صعب وهو أكيد زعل منها ..
وقصت عليها ريهام تفاصيل آخر حوار لها مع معتز .. ثم قالت
يعني فيها ايه لو كانت استجابت لكلامه .. يعني هو مش عايز حاجة وحسة هو كل اللى طلبه انه يطمن عليها
متابعة القراءة