رواية مزرعة الدموع بقلم منى سلامة

موقع أيام نيوز


وأنا شايفه البنت بتضحك عليه هى وأهلها
قالت كريمه 
حرام عليكي يا ثريا مين قالك ان أبوها هو اللى عمل كده 
التفتت اليها ثريا قائله بسخريه 
أهلا .. آدى محامى تانى لست الحسن وعيلتها
ثم غادرت الغرفة وذهبت الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بقوة
سار عمر فى تجاه سكن العمال .. كانت ياسمين واقفه فى الشرفة .. تلاقت نظراتهما فى صمت .. وقف قليلا ثم ذهب فى اتجاه شجرته .. كان هناك الكثير مما يشغل عقله .. من فعل ذلك .. ولماذا فعل ذلك .. وكيف فعل ذلك .. كان يشعر بالضيق من عمته بسبب تحاملها الدائم على ياسمين وأهلها .. و ياسمين نفسها والتى تهرب منه دائما .. جلس على الجذع مهموما حزينا .. وفجأة وجدها أمامه .. واقفه تنظر اليه فى صمت .. قام من عل الجذع وتقدم بضع خطوات ووقف فى مواجهتها .. نظرت اليه ياسمين قائله 

أنا عايزه أسألك سؤال واحد 
أومأ برأسه قائلا 
اسألى
صمتت قليلا ثم قالت 
انت مصدق ان بابا ملوش علاقه بالموضوع وان فعلا حد اتصل بيه وخلاه يسيب المخزن
صمت قليلا .. لحظات لكنها شعرت بأنها سنوات .. ثم رأت الابتسامه على محياه ورد قائلا 
أيوة مصدق
أومأت برأسها وقد ظهرت علامات الارتياح على وجهها .. ثم نظرت اليه قائله 
مفيش غير شخص واحد من مصلحته انه يأذينا عشان نمشى من هنا
سألها عمر بإهتمام 
مين الشخص ده 
نظرت اليه ياسمين بقوة قائله 
الشخص اللى جالى وقالى انتى متناسبيش عيلة الألفى .. دورى على واحد من مستواكى .. بدل ما تطلقى للمرة التانية
نظر عمر الى عينيها بدهشة .. صمت .. طال صمتهما .. ثم قال بصوت هادر وقد اشتعلت عيناه بالڠضب 
مين اللى قالك كده 
قالت له بشئ من الأسى 
عمتك
قالت ذلك ثم التفتت وغادرت المكان وتركته ونيران الڠضب تشتعل بداخله
عاد عمر أدراجه الى البيت وصاح بصوت هادر 
عمتو .. عمتو 
دخل غرفة المعيشة ولم يجد بها أحدا .. صعد الى غرفة عمته وطرق الباب .. فتحت عمته ..

والتى كانت ايناس عندها فى غرفتها .. قالت مدام ثريا ببرود 
خير فى ايه .. أكيد مصېبه تانيه من مصايب الهانم وأهلها
نظر عمر اليها پغضب وقد كان فى قمة ثورته قائلا 
انتى قولتى ايه ل ياسمين 
فتح والده باب الغرفة ليخرج هو ووالدته .. قالت كريمه 
فى ايه بتزعق ليه يا عمر
ظل عمر ينظر الى عمته وسألها مرة أخرى پغضب 
قولتى ايه ل ياسمين يا عمتو 
اهتزت مدام ثريا قليلا لكنها تماسكت بسرعة وقالت 
وأنا هقولها ايه يعني
عض عمر على شفتيه فى غيظ ثم قال 
يعني ما قولتيلهاش انها مش مناسبه لعيلتنا ومش من مستوانا وانى لو اتجوزتها هتطلق للمرة التانيه 
شهقت كريمة ونظرت الى ثريا فى دهشة .. قال نور موجها كلامه ل ثريا 
الكلام ده صح يا ثريا
هتفت ايناس فى ڠضب 
ايه فى ايه .. كلكوا عليها كده ليه .. هى غلطت فى مين يعني .. حتت بت مفعوصه فاكرة نفسها حاجه
الټفت اليها عمر قائلا بحزم 
خليكي انتى بره الموضوع يا ايناس
قالت له ايناس بسخريه 
البنت اللى انت محموق عشانها أوى كده انت اصلا مش فى دماغها .. ولا تفرق معاها حاجه .. دى قالتلى بعضمة لسانها ان أى كلام عنك ميخصهاش .. يبأه ليه بأه انت حامق نفسك عشانها أوى كده
الټفت عمر الى ايناس ببطء وقال لها بصرامه 
نعم .. وانتى اتكلمتى معاها امتى انتى كمان 
بهتت ايناس وقد شعرت فى نفسها بالحماقة لزلة لسانها تلك .. فصاح عمر پغضب شرس 
انطقى قولتيلها ايه انتى كمان 
صاحت مدام ثريا پغضب 
لأ كده كتير أوى .. احنا اتهزأنا بما فيه الكفاية فى بيتك يا نور .. شايف ابنك طايح فينا وساكت .. يلا يا ايناس حضرى شنطتك عشان نرجع القاهرة حالا
قالت كريمه 
استنى بس يا ثريا
هتفت
ثريا قائله 
أستنى ايه .. أستنى ما أتهزأ أكتر من كده
نظر اليها عمر ببرود قائلا 
انتى ليكى علاقة بحړق المخزن يا عمتو 
نظرت اليه ثريا پغضب قائله 
ايه اللى انت بتقوله ده 
قال نور ل عمر 
عمر متخليش غضبك يعميك .. مينفعش تقول لعمتك كده
قال عمر بنفس البرود 
أنا متهمتش حد بحاجه .. أنا بسأل سؤال
قالت ثريا پغضب 
مجرد انك تسأل سؤال زى ده .. دى حاجه مش مقبوله أبدا
نظر اليها عمر نظة كأنها سهم خارق قائلا 
هعرف الحقيقة يا عمتو .. سمعانى .. هعرفها
ثم تركهم وغادر البيت .. اتصل برئيس العمال قائلا بصرامة 
بكرة الصبح تجمعلى كل اللى شغالين فى المزرعة دي .. دكاترة عمال فلاحين .. كلهم تجمعهملى .. مفهوم
قال الرجل بسرعة 
مفهوم يا بشمهندس عمر
قضى عمر ليلته ساهرا كان يشعر پغضب ثائر كالبركان بداخله .. كيف لعمته أن تقول مثل هذا الكلام ل ياسمين .. كيف أمكنها أن تفعل به ذلك .. كيف أمكنها أن تكون قاسيه لهذه الدرجة .. شعر برغبته فى الذهاب حالا الى ياسمين وأن يأخذها بين ذرعيه ويزيل كل المخاۏف التى فى قلبها تجاهه .. لكنه قال لنفسه صبرا يا عمر ليس
 

تم نسخ الرابط