رواية مزرعة الدموع بقلم منى سلامة

موقع أيام نيوز


تسيب المزرعة وتمشى
ابتسم عبد الحميد فى سرور وقد فرح لثقة عمر به وبعمله وقال 
ده احنا نخدمك بعنينا يا بشمهندس
ابتسم عمر وربت على كتفه قائلا 
تسلم يا عم عبد الحميد
ثم تركه وانصرف
خرجت ريهام من المكتب بعد انتهاء عملها فى طريقها الى غرفتها .. عندما أوقفها هانى واعترض طريقها .. نظرت اليه فى حده قائله 

أفندم 
ابتسم لها قائلا 
ازيك يا آنسه ريهام
تركته وأكملت طريقها فإعترض طريقها مرة أخرى .. فهتفت قائله 
لو محترمتش نفسك أنا هشتكيك للبشمهندس كرم
اتسعت ابتسامته قائلا 
مش تعرفى الأول أنا عايزك فى ايه
قالت پحده 
مش عايزة أعرف
وهمت بالسير مرة أخرى .. لكنه وقف أمامها قائلا والابتسامه تعلو شفتاه 
أنا عايز أتقدملك
بهتت ووقفت تنظر اليه فى دهشة قائله 
نعم
أعاد ما قال 
أنا عايز أتقدملك
احمرت وجنتاها .. ونظرت اليه قائله 
وانتى تعرفنى منين عشان تتقدملى
نظر اليها قائلا 
صحيح معرفكيش انتى لانك مش مديانى فرصة اعرفك .. بس اعرف اختك الدكتورة ياسمين وواضح انك انسانه محترمة زيها .. وعشانك كده عايز أتقدملك ونتعرف على بعض أكتر
شعرت بالإضطراب فقالت له 
بعد اذنك 
ثم غادرت بسرعة حتى لا يعترض طريقها مرة أخرى
كانت ياسمين عائدة الى مكتبها عندما رآها هانى واستوقفها قائلا 
دكتورة ياسمين لو سمحتى
التفتت اليه قائله 
أفندم
شعر بالارتباك قليلا ثم قال 
عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع
قالت بنفاذ صبر 
اتفضل بس بسرعة عندى شغل
تنحنح قليلا ثم ابتسم قائلا 
أنا عايز أتقدم لأختك
نظرت اليه بدهشة قائله 
ريهام 
اتسعت ابتسامته قائلا 
أيوة 
سألته بإستغراب 
وانت تعرفها منين 
شوفتها كذا مرة وهى جيالك وكمان بشوفها كتير هنا فى المزرعة .. وبصراحة عجبانى
رآهما عمر واقفان معا يتحدثات فى هدوء والابتسامه تعلو شفتى هانى .. فاشتغل قلبه بالغيره واقترب منهما ووقف أمامهما فى صمت .. ظل الثلاثة ينظرون الى بعضهم البعض دون أن يتحدث أحدهم بكلمه .. قطع هانى هذا الصمت وتنحنح قائلا
طيب يا دكتورة هبقى أتكلم معاكى فى موضوعنا فى وقت تانى 
قال ذلك ثم غادر المكان .. نظر اليها عمر پحده قائلا 
موضوع ايه اللى عايز يكلمك فيه
قالت ببرود 
موضوع ميخصش حضرتك
ثم همت بالإنصراف فاعترض طريقها بيده .. نظرت اليه پحده .. فقال بحزم 
ياسمين .. اياكى أشوفك واقفه بتتكملى معاه تانى
تحولت نظرات ياسمين الى الدهشة وقالت 
يعني ايه 
قال بحزم 
يعني اللى سمعتيه .. متقفيش تتكلمى معاه تانى لأى سبب .. ومن بكرة هقول لدكتور
حسن يشوف حد غيرك يشرحله الحالات
شعرت بالحنق والضيق فقالت 
ليه بأه ممكن أعرف السبب
صمت قليلا ثم قال ببرود 
أحب أحتفظ بالأسباب لنفسي
قال نفس جملتها التى قالتها عندما سألها عن سبب رفضها اياه .. سالته قائله 
انت مالك ومالى 
نظر اليها بنظرات شعرت بأنها تخترق أعماق روحها .. قال فجأة بصوت رخيم 
انتى بتاعتى
ارتجف قلبها .. قالت وقد اعترتها الحيرة 
ايه
تعمقت نظراته فى عينيها أكثر لتشل أى قدرة لها على المقاومة .. وقال بصوت خاڤت 
زى ما سمعتى .. انتى بتاعتى
ثم أردف قائلا بصوت هامس وعيناه تعانقان عينيها 
مهما قولتى مش هسيبك .. لأنك بتاعتى خلاص .. ملكى أنا وبس .. لا هسمحلك تبعدى عنى .. ولا هسمح لأى حد انه يقربلك
قال ذلك وتركها خلفه وصدى كلماته يتردد فى أذنها .. تحاول استيعابها فى حيره .. وعلى الرغم من قدرتها على السيطرة على تعبيرات وجهها .. إلا أن قوتها لم تكفى لتسيطر على قلبها الذى أخذ يقفز فرحا

لكلماته .
الفصل التاسع والعشرين الى الثلاثون وثلاثون
Part 29
عاد عمر الى منزله كالعادة سلم على الجميع ثم صعد الى غرفته .. تركته أمه وشأنه طيلة الأيام الماضية ولم يقترب أحد منه .. قالت مدام ثريا پحده 
ماله عامل كده أكن ميتله مېت .. أحسن انه خلص منها أوام أوام .. بكرة يلاقى اللى أحسن منها مليون مرة
قامت كريمة وتوجهت الى غرفة ابنها دخلت وأغلقت الباب وجدته كما المرة الماضية يجلس فى الظلام شاردا حزينا .. اقتربت منه لتجلس على المقعد بجواره .. نظر اليها فى صمت .. ثم عاود النظر الى تلك السماء أمامه التى تزينت باللون الأسود .. كالسواد الذى يشعر بأنه يغمر قلبه ويغرقه فيه .. نظرت اليه كريمه قائله 
انت بتحبها أوى كده يا عمر
تنهد بقوة .. وصمت دون أن يجيب .. سألته قائله 
هى ليه رفضتك
رد بهدوء قائلا 
معرفش 
يعني محاولتش تتكلم معاها
حاولت
وقالتلك ايه
مرضتش تريحنى وتقولى السبب
صمتت كريمة تفكر للحظات .. ثم نظرت الى ابنها قائله فى حنان 
هى تستاهل 
تلألأت العبرات فى عين عمر خفق قلب أمه لرؤية تلك العبرات التى تعلم جيدا أنها لا تعلن عن ظهروها إلا إذا كان الخطب جلل .. أيقنت عندئذ أن ابنها غارق فى الحب حتى النخاع .. تمتم عمر فى خفوت 
أيوة تستاهل 
ابتسمت كريمة قائله 
أكيد تستاهل .. طالما قدرت تأثر فيك كده يبقى أكيد تستاهل 
نظر عمر الى أمه التى ابتسمت قائله 
فاكر يا عمر لما كنت صغير وكان عندك قفص كبير أوى فيه عصافير .. كنت كل فترة تشترى عصفورة وتضمها للقفص الكبير .. كنت بتحبهم ومهتم بيهم أوى .. بس كان فى عصفورة كانت مميزة أوى بالنسبة لك ..
 

تم نسخ الرابط