رواية مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
المحتويات
بدأ فى استيعاب الخدعة التى أوقعته فيها هب واقفا ونظر اليها قائلا بغذب هادر
نعم يا روح أمك .. يعني ايه مش حامل .. أمال أنا اتهببت واتجوزتك ليه
وقفت لتواجهه وقالت بحزم
اتجوزتنى عشان تصلح غلطتك اللى مرضتش تصلحها بمزاجك .. أديكى صلحتها ورجلك فوق رقبتك
أمسكها من شعرها بقسۏة وصفعها بقوة على وجهها قائلا
نظرت اليه وهتفت وهى تتألم قائله
موتنى عشان تدخل السچن طول عمرك .. أو يعدموك وتحصلنى يا مصطفى
توقف عن شد شعرها وهو ينظر اليها پغضب .. فأكملت قائله بقسۏة
ادامك 3 حلول مفيش غيرهم .. اما انك ټقتلنى زى ما بتقول وساعتها يا السچن يالاعدام .. والحل التانى انك تطلقنى وساعتها هتبقى سمعتك فى الأرض .. لانى تانى واحدة تتجوزها وتطلق فى شهر العسل .. ده غير ان الأولى فضحتك بما فيه الكفاية لما رفعت عليك قضية خلع يعني اكيد الناس هتقول ان المشكلة فيك انت .. واللى هيأكد ده ان التانية تطلق بعد كام يوم جواز .. أما بأه الحل التالت هو اننا نفضل مع بعض .. احنا الاتنين غلطتنا واحنا الاتنين بندفع تمن الغلطة دى .. يعني احنا الاتنين مضطرين نفضل مع بعض عشان نحافظ على سمعتنا وسط الناس .. يعني محدش أحسن من حد يا مصطفى
تقدمت ياسمين الى مكتبه .. وقفت أمامه للحظات .. كانت هذه آخر مرة ستراه فيها .. يترحل وتترك المزرعة هى وأهلها .. كان من الممكن أن تترك مهمة اخباره بذلك الى والدها .. لكنها أرادت أن تخبره بنفسها .. لم تدرى لماذا تفعل ذلك .. هل لكى تشعر بإنتصارها أمامه ان استطاعت الخروج من المزرعة برغبتها ودون اراقة ماء وجهها .. أم لكى تراه لآخر مرة
أنا جايه أبلغ حضرتك اننا يومين وان شاء الله هنسيب المزرعة
كلامى فى الموضوع ده مش معاكى انتى .. مع والدك
نظرت اليه بدهشة فأكمل قائلا
الموضوع ده القرار فيه لوالدك مش ليكي
قالت بحزم
ده قرار مشترك لينا احنا التلاته .. وأنا جايه أبلغ حضرتك بيه
قالت بنفس البرود
وأنا كلامك ده ملوش أى معنى عندى إلا اذا سمعته من والدك
بقول لحضرتك ده رأينا احنا التلاته ولو كلمت والدى هيقولك نفس الكلام
صمت قليلا ثم قال بهدةء
طيب هتكلم معاه .. اتفضلى على شغلك
ثم أمسك قلمه وشرع فى النظر الى الأوراق التى أمامه .. شعرت
بالحنق والضيق وغادرت مكتبه فى عصبيه .. نظر عمر الى الباب الذى أغلقته خلفها ثم ترك القلم من يده وتنهد فى حزن .. قام من فوره وذهب الى عم عبد الحميد فى المخزن وسأله
أظن يا بشمهندس معدش ينفع نستنى هنا بعد كده
سأله عمر قائلا
ليه يا عم عبد الحميد حد هنا ضايقكوا .. أنا صدر منى حاجه ضايقتكوا
قال عبد الحمد بسرعة
لأ طبعا يا بشمهندس .. أنا مشفتش فى ذوقك ولا فى أدبك واخلاقك
أمال عايزين تمشوا من المزرعة ليه
قال بعد الحميد بحرج
يعني بعد اللى حصل .. أظن انت اللى هتكون حابب اننا نمشى
نظر اليه عمر قائلا
أظن احنا اتفقنا آخر مرة ان الموضوع محتاج صبر مش كده .. يعني الىل عايز أقوله أنا مفقدتش الأمل .. عارف ان الوقت مش مناسب بالنسبلها .. وهى ممكن يكون تفكيرها مضطرب .. وعشان كده رفضت .. وحتى لو موافقتش وأصرت على الرفض .. ده مش معناه انكوا تسيبوا المزرعة وتمشوا
قال له عبد الحميد
بس يا بشمهندس .....
قاطعه عمر قائلا
عم عبد الحميد انت السنين اللى اشتغلتها فى الشغل الحكومى خليتك منظم زى الساعة بالظبط .. ومحدش قبلك مسك المخزن بإيد من حديد زيك كده .. يعني فعلا أنا محتاجك هنا .. وانت عارف ان الشغلانه دى مينفعش أحط فيها الا واحد أثق فيه .. من بعد ما عينت كذا واحد واكتشفت انهم كانوا بيسرقوا من العلف ويبيعوه برخص التراب .. يعنى مفيش حد غيرك أثق فيه وأسلمه مفاتيح المخزن ده .. يا ترى بأه بعد كل اللى قولتهولك ده لسه برده عايز
متابعة القراءة