رواية مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
المحتويات
من استراحة الغداء عندما استوقفها عمر قائلا
ثوانى لو سمحتى
التفتت ياسمين اليه منتظره ما سيقول مد يده الى جيبه وأخرج شيئا وقدمه اليها نظرت الى ما يحمله ثم نظرت اليه متفهمه
ايه ده
نظر عمر اليها قائلا
خط جديد وارمى اللى معاكى عشان محدش يضايقك تانى
نظرت اليه مندهشه لا تدرى ما تقول صمتت قليلا ثم قالت
لكنها استطردت قائلا
بس مش هينفع أخده من حضرتك أنا هروح بكرة ان شاء الله أشترى خط تانى
قال لها بضيق
وتشترى ليه ما الخط موجود أهو
شعرت ياسمين بالحرج وقالت
يعني مفيش داعى أنا هجيب خط تانى بكره
الأفضل ان الخط ميكنش بإسمك عشان ميقدرس بأى طريقة انه يوصلك لو الخط بإسمك ويعرف حد فى شركات المحمول ممكن بسهولة يوصل لرقمك خاصة انه عارف بياناتك كلها
أيقنت صحة ما يقول لكنها بقيت متردده نظر اليها ببرود قائلا وهو مازال يمد يده بالخط الجديد
متخفيش يا دكتورة هنخصم تمنه من مرتبك آخر الشهر
لو هتخصم تمنه ماشي
نظر اليها بسخريه قائلا
طبعا هخصم تمنه لأنه بصراحة مبلغ فوق طاقتى
نظرت اليه وعلامات الڠضب على وجهها وهمت بأن تعيده اليه لكنه قال بجديه
متديش الرقم إلا للناس اللى بتثقى فيهم بس يعني والدك أختك سماح المحامى عشان ميقدرش يوصل لرقمك ويضايقك تانى
شكرا تعبت حضرتك بعد اذنك
كانت مها تراقب المشهد من مكان قريب لم تتمكن من معرفة عن ماذا يدور الحوار ولا عما أعطاه عمر ل ياسمين لكن عينيها كانت تشعان حقدا وغلا .
بعد انتهاء يوم من العمل الشاق خرجت ياسمين عائدة الى غرفتها عندما استوقفتها مها معترضة طريقها قائله بسخرية
على فين يا دكتورة
خلصت شغلى وراجعه أوضتى بعد اذنك
همت ياسمين بالإنصراف لكن مها وقفت أمامها وعقدت ذراعيها امام صدرها قائله
العينات اللى بعتيهالى المعمل كلها اتجلطت
ازاى يعني اتجلطت
قالت لها مها بسخرية
مش عارفه يعني ايه عينة ډم تتجلط يعنى باظت يا دكتورة
قالت ياسمين پحده قائله
ازاى يعني ايه اللى جلطها
اللي جلطها ان حضرتك محطتيش Anticoagulant قبل ما تحطى عينات الډم فى الأنابيب
هتفت ياسمين پغضب
انتى بتقولى ايه انا حطه بنفسي الهيبارين فى كل الأنابيب قبل ما أحط فيها العينات اللى خدتها
قالت مها ببرود
بقولك العينات كلها اتجلطت يبقى ازاى يعني كنتى حاطه هيبارين
احتدت ياسمين قائله
يعنى أنا بكدب
أنا ما قولتش كده
حاولت ياسمين كظم غيظها كټفت يديها أمام صدرها قائله
والمطلوب دلوقتى
قالت مها بتشفى
المطلوب انك تاخدى كل العينات تانى والكلام ده يخلص النهاردة لانك زى ما انتى عارفه الفروض النتايج كلها تظهر بكرة عشان نعرضهم على البشمهندس عمر ولو البشمهندس ملقاش النتايج هتبقى انتى اللى فى وش المدفع
قالت لها ياسمين ببرود
العينات هتكون عندك بكرة يا دكتورة
غادرت مها وهى ترسم على شفتيها ابتسامه التشفى
عكفت ياسمين على أخذ العينات مرة أخرى الأمر الذى أرهقها للغاية فعمل يومين مطلوب منها أن تعيده مرة أخرى فى عدة ساعات كانت تعمل بسرعة لكن بدقة حتى لا تقع فى أى خطأ كان
عمر متوجها الى بيت المزرعة عندما وجد ضوء أحد الزرائب مضاءا استغرب لأن من المفترض أن الجميع غادر الى بيته اقتربت منه ودخل ووجد ياسمين تعمل بهمة ونشاط اقترب منها عمر فرفعت رأسها لتنظر اليه قال لها بدهشة
انتى بتعملى ايه هنا لحد دلوقتى
عادت الى اكمال عملها قائله
عندى شغل
لحد
دلوقتى
أيوة
رآى عمر علامات الإجهاد على وجهها فأشفق على حالها وقال بحنو
طيب أجلى الشغل لبكرة الوقت اتأخر دلوقتى
قالت ياسمين بشئ من الحده
لازم الشغل يخلص دلوقتى لأن العينات اللي خدتها باظت ولازم أخلصها دلوقتى عشان أديها لدكتورة مها الصبح
شعر عمر بنبرة الضيق فى صوتها فسألها بإهتمام قائلا
فى حد بيضايقك هنا
صمتت ياسمين قليلا ثم قالت
لأ مفيش
تفرس فيها قائلا
واثقة
نظرت اليه مطمئنه اياه قائله
أيوة واثقه مفيش أى مشاكل الحمد لله
أومأ عمر برأسه مطمئنا ثم نظر اليها قائلا
أدامك كتير
شعرت بشئ من السرور لإهتمامه ردت بصوت خاڤت
يعني شوية
ابتسم عمر قائلا
نفسي أسعادك بس مليش فى اللى انتى بتعمليه ده خالص
خفق قلبها بشدة لمرآى ابتسامته ولكلامه عن رغبته فى مساعدتها فخفضت بصرها و تجاهلت خفقات قلبها وأكملت عملها فى صمت شعر بنفسه يود البقاء معها أكثر لكنه رآى توترها فنظر اليها قائلا
أنا فى البيت مش خارج لو احتجتى حاجة عرفيني
شعرت فى قلبها بسعادة خفيه لم تجب فرحل فى صمت.
بعد فترة من انهماكها فى العمل سمعت صوتا فى الخارج أمام الباب شعرت بالخۏف سارت ببطء لتتبين مصدر هذا الصوت خرجت لتجد أحد العمال يجلس بجوار الباب ويتفرش الأرض قالت له بدهشة
انت
متابعة القراءة