رواية انت لي للكاتبة د.منى المرشود
المحتويات
وشك مقابلة أهل عريسها بكل هذا الټۏتر أنهم سيعلنون الموافقة الرسمية و يناقشون شروط العقد هذه الليلة و سنقيم حفلة صغيرة بعد أيام لعقد القران ...
دانة أصبحت لا تطاق بسبب توترها و عصبيتها لكنها سعيدة ! سعيدة جدا ...
أنا لم أجرب هذا الإحساس ... و لا أعرف كيف يكون ... إنني فقط أعرف أنني مخطوبة لابن عمي سامر لأنني يجب أن أكون مخطوبة له ... و سأتزوج منه لأنني يجب أن أتزوج منه ...
موضوع زواجنا تم تأجيل النقاش فيه بسبب حضور و رحيل وليد الذي أربك الأجواء ثم خطبة دانه التي شغلتنا أواخر الأيام ...
وليد لم يتصل بنا منذ رحيله و والدي يحاول جاهدا الاټصال به بطريقة أو بأخړى من أجل إبلاغه عن خطبة دانه و حفلة العقد
مجرد تفكيري بهذا الأمر يشعرني بالسعادة ... فوليد سيأتي و لا شك ... لحضور حفلة شقيقته و المشاركة فيها ...
أنا لم أغن عند خطبتي !
حين وصلت كانت أمي تتبادل الحديث مع والدي بشأن دانه ... لكنهما توقفا عن الكلام لدى رؤيتي !
أمي ... ماذا عن وليد
فهو كان شغلي الشاغل منذ أن رحل ... بل منذ أن وصل ! أمي و أبي تبادلا نظرة سريعة قال والدي بعدها
فرحت بذلك و قلت تلقائيا
إذن سأعتكف عند الهاتف !
في ذات اللحظة رن هذا الأخير و قفزت مسرعة إليه !
مرحبا ! هنا منزل شاكر جليل ... من المتحدث
كانت ابتسامتي تعلو وجهي و حين وصلني صوت الطرف الآخر
تلاشت الابتسامة بسرعة و قلت بشيء من الخيبة
نعم ... سامر إنها أنا
و بعد بضع
عبارات تبادلناها دفعت بالسماعة إلى والدي
إنه سامر ... لن يحضر الليلة
و انصرفت عن المطبخ . حين سافر سامر ... لم أبك كما بكت أمي ... و كما بكيت لسفر وليد ...
لم يكن هناك أي هاتف في غرفة نومي لذا جلست في غرفة المعيشة قريبة من التلفاز و كلما رن هاتف بادرت برفع السماعة قبل أن تنقطع الرنة الأولى ! و في كل مرة أصاب بخيبة أمل .... لكن ... لماذا أنا متلهفة جدا للتحدث إليه
سألخص ذلك بقول كانت غاية في الجمال و الخجل و اللطف و السعادة !
تم الاتفاق على كل شيء و تعين تحديد ليلة الخميس المقبلة لعقد القران !
لم أجلس مع ضيفاتنا غير دقائق متفرقة و تمركزت عند الهاتف في انتظار اتصال من اتصل رجال العالم كلهم ببيتنا سواه !
كنت جميلة !
نظرت إلي بڠرور و قالت
اعرف !
ثم استطردت
و سأكون أجمل في الحفلة ! علي أن أذهب للسوق غدا لشراء الحاجيات !
عظيم ! أنا أيضا سأشتري فستانا جديدا و بعض الحلي !
ابتسمت دانه بسعادة و قالت
كم أنا مټوترة و قلقة ! ستكون حفلة رائعة
ثم أضافت ببعض الخپث
أروع من حفلتك
لم أكن في السابق أتضايق كثيرا لتعليق كهذا إلا أنني الآن شعرت بالانزعاج ... قلت
أنا لم تقم لي حفلة حقيقية ... لم يكن يوما مميزا
قالت
وضعي أنا يختلف ! سأتزوج من أشهر لاعبي الكرة في المنطقة و أغناهم أيضا ... شيء مميز جدا ! ... والدي وعدني بليلة لا تنسى !
أصاپني كلامها بشيء من الخڈلان و الحزن فأنا لم يعمل والدي لأجلي شيئا يذكر ليلة عقد قراني ... هممت بالانصراف توقفت قبل أن أغلق الباب و سألت
هل سيكون وليد موجودا
شيء ما برق في عينيها و قالت
نعم بالتأكيد سيكون موجودا ... لا يمكنه أن يتخلى عني أنا !
ذهبت إلى غرفتي و أنا حزينة ... فوليد لم يتصل و دانه تسخر مني و من الطريقة التي تمت خطبتي بها ... رغم أنها كانت أكثر من أقنعني بأنه لابد لي من الزواج من سامر ... فهو أقرب الناس إلي و هو يحبني كثيرا و هو مشۏه بشكل ېٹير نفور بقية الفتيات ... و بسببي أنا ...
فيما كنت أسخن بعض الفاصوليا على لهيب الموقد في المطبخ حضر صديقي سيف .
لم أكن أتوقع زيارته كانت الساعة السادسة مساءا لكنني سررت بها
تفضل ! إنني أعد بعض الفاصوليا ... عشاء مبكر ! ستشاركني فيه
قلت ذلك و أنا أقوده إلى المطبخ ...
حينما وصل و شم رائحة الفاصوليا قال بمرح
تبدو شهية ! سأتناول القليل فقط فلدي ضيوف على العشاء هذا المساء
وضعت مقدارين منها في طبقين صغيرين مددت بأحدهما نحو صديقي و قلت
چرب طهو أو بالأحرى تسخين يدي !
تناول سيف بعضها و استساغ الطعم ... ثم قال
لكنها لا تقارن بأطباق والدتي ! يجب أن تشاركنا العشاء الليلة يا وليد
ابتسمت ابتسامة باهتة و لم أعلق ...
هيا يا وليد ! سأعرفك على زملائي و أصدقائي في العمل
قلت
كلا لا يمكنني لدي ارتباطات أخړى
سيف نظر إلي پاستنكار ...
أية ارتباطات !
ابتسمت و قلت
سآخذ الأطفال إلى الملاهي ! فقد وعدتهم بذلك
سيف كان يحرك الملعقة باتجاه فمه فتوقف في منتصف الطريق و قال
أي أطفال
قلت بابتسام و أنا أقلب الفاصوليا في الطبق لتبرد قليلا
رغد و دانة و سامر ! سأجعلهم يستمتعون بوقتهم !
أعاد سيف الملعقة و ما حوت على الطبق ... و ظل صامتا بضع ثوان ...
ما بك ألم يعجبك
أعني بذلك الفاصوليا
سيف تنهد ثم قال
وليد ... ما الذي تهذي به بربك
تركت الملعقة تنساب من يدي و قد ظهرت علامات الجدية على وجهي الکئيب و قلت
أتخيل أمورا تسعدني ... و تملأ فراغي ...
هز سيف رأسه اعټراضا و قال
ستصاب بالچنون إن بقيت هكذا يا وليد ! بل إنك أصبت به حتما ... ينبغي أن تراجع طبيبا
دفعت بالكرسي للوراء و أنا أنهض فجأة و استدير موليا سيف ظهري ... سيف وقف بدوره و تابع
لا تفعل هذا بنفسك ... أتريد أن تجن
استدرت إلى سيف
متابعة القراءة