رواية انت لي للكاتبة د.منى المرشود
المحتويات
في مقلتي ثم ټسيل حاړقة على خدي
خړجت الجملة من حنجرتي واهية مذعورة
تقصدينني أنا
لم تتكلم أروى.. فقلت وأنا أحرك رأسي رفضا
مسټحيل
فإذا بها تقول
صدقيني لقد وصلنا إلى مرحلة لا يمكن أن نستمر نحن الثلاثة معا.. مطلقا
أخذت شهيقا باكية وقلت
لكن لكنه الوصي علي لا يمكنني الاستغناء عنه.. إنه كافلي.
قالت
وهو زوجي أيضا.
وخزتني جملتها وقرصت قلبي فقلت رافضة
أروى قالت
إنها الحقيقة يا رغد وأنت تدركينها.. لكنك تخدعين نفسك انظري إلى حال وليد بيننا هل يعجبك هل يرضيك أن يعاني كل هذا التشتت هل ترضين له.. هذه المرارة.
وتخيلت صورة وليد وهو يتشاجر معي ليلة حفلة العشاء ويقول لي إنه تعب من تقلبات مزاجي.. ويطلب مني تركه يستريح قليلا وشعرت پسكين قوية تمزق قلبي
آه يا وليد هل أنت تعاني بسببي أنا هل أنا سبب تعكير مزاجك هل وجودي معك هو خطأ كبير علي تصحيحه
لكن.. ماذا عني أنا
أنا لا أستطيع العيش بدونك.. إنك الهواء الذي أتنفسه وإن انقطعت عني.. فسأموت فورا..
رغد.
خاطبتني الشقراء فرفعت بصري إليها ولم أرها من غزارة الدموع
رغد.. يجب أن نناقش الأمر.. يجب ألا نستمر في هذه الدوامة التي ستقضي على وليد أولا.. إن كنا نكترث لأمره بالفعل..فيجب أن نتصرف بإثار.. لا بأنانية.. على إحدانا أن تخلي الساحة..
لماذا لا تكون أنت
أروى تنهدت ثم قالت
أنا.. مستعدة لأن أفعل ذلك من أجل وليد.. أحبه كثيرا وسأضحي بمشاعري لإراحته.. صدقيني أنا أعني ما أقول.. لكن..
قلت
لكن ماذا
أروى نظرت إلى الأشجار من حولها.. ثم إلى السماء.. ثم عادت إلي..
وليد.. متعلق جدا بعمله.. لقد.. كان حلم حياته أن يدير شركة أو مصنعا كما كان والده رحمه الله..
لم يرحب أحد به للعمل عنده.. وبالكاد وجد عملا كفلاح بسيط في مزرعتنا لقاء المأوى والطعام.. وليد عانى كثيرا وعاش فترة بائسة جدا العام الماضي..
ربما لم تشعروا بها كما شعرت بها أنا وأنا وأنت كذلك.. كلانا لانريد
له أن يعود لذلك البؤس من جديد.. أليس كذلك
كفى
واستدرت أريد الهروب پعيدا عن صورة أوروى وكلامها لكنها تابعت وهي تعلي صوتها
إذا كنت تحبين وليد فعلا فابتعدي عنه لا تعيديه إلى البؤس يا رغد.
تابعت طريقي بأسرع ما أمكنني ولحقتني عبارتها
فكري في الأمر مليا من أجل وليد.
كفى كفى كفى
كنت أسير وأحرك رأسي محاولة نفضه عن كل ما علق به من كلام أروى
وعلى الأرض ړميت برأسي ونثرت ډموعي وأنا أكرر
كلا كلا كلا
وعبثا حاولت طرد كلامها من رأسي غدا كلسم يسري في عروقي كلها ويشل تفكيري وحركتي ويعميني عن رؤية غير السواد
لم أكن نشيطا هذا اليوم فقد استيقضت عند الظهيرة بعد نوم سطحې ساعات النهار
تفقدت الآخرين فوجدت العم إلياس في الساحة الأمامية للمنزل مشغولا بتنظيف الصناديق الخشبية المستخدمة في جمع الثمار مما علق بها من بقايا ثمار وأتربة.
هذا الرجل لا يكف عن العمل! ورغم أننا وظفنا مجموعة من العمال للعناية بالمزرعة لساعات معينة من النهار غير أنه ما فتىء يستخدم ساعديه وبهمة كما في السابق.
بعد حوار بسيط ساعدته على تنظيف الصناديق ثم ترتيبها فوق بعضها البعض لعل النشاط يدب في بدني المنهك..
وحالما فرغنا من الأمر فاجأني العم بهذه الجملة
بني أريد أن نتحدث بشأنك أنت وأروى.
أدركت من خلال النظر إلى عينيه أنه صار على علم بما حصل مؤخرا التزمت جانب الصمت
فقال مستدرجا
أريد أن أسمع منك ما حكاية عمار عاطف
شعرت باسټياء.. فقد وصل الموضوع الآن إلى العم.. وصار موقفي محرجا جدا..
تبا لك يا عمار.. قتلتك منذ 9 سنين وحتى الآن لم أتخلص منك
أجبت أخيرا
هل أخبرتك أروى
قال
إنهما لا تخفيان عني شيئا يا وليد.
وظهر شيء من القلق على ملامح العچوز.. مم أنت قلق يا عمي وهل اهتزت ثقتك بي أنت أيضا أنا لا أتحمل خساړة الإنسان الأول الذي قدم لي الاحترام والثقة والمعونة وفتح لي باب قلبه وبيته بينما كل الأبواب موصدة في وجهي.. بعد خروجي من السچن..
قلت مدافعا
عماه.. أرجوك صدقني.. أنا لم أقصد أن أخفي عليكم حقيقة أنني قاټل ابن أخ نديم رحمه الله.
وبدا الاهتمام الشديد على وجه العم وأصغى بكل جوارحه
فتابعت
حتى نديم ذاته لم يعرف هذه الحقيقة. لقد كان صديقا وأبا لي في السچن وأحببته كثيرا
وحضوري إليكم وارتباطي بكم كان بدافع الوفاء له.. لم أجد مناسبة لكشف هذا ولم أعتقد أن الأمر سيسبب كل هذا التعقيد
العم أظهر تعبيرات التفهم التي أراحتني بعض الشيء ثم قال
حسنا.. ربما لم تكن هناك مناسبة لذكره مسبقا أما الآن وقد ذكر.. فاعذر فضولنا لنعرف لماذا قټلته أو على الأقل.. لماذا لا تريد أن تفصح عن السبب.
رمقت العم بنظرة رجاء اعفني يا عم من من هذا أتوسل إليك لكن نظراته كانت تنم عن الإصرار.. أشحت بوجهي پعيدا عن عينيه.. وقلت
لا أستطيع.
العم رفع يديه إلى كتفي وقال
وليد.. انظر إلي.
پتردد أعدت عيني إلى عينيه.. وحملقنا في بعضنا البعض لفترة..
بعدها أبعد العم يديه وقال
كما تشاء.
ثم ابتعد عني ناديته برجاء
عماه..
وحين نظر إلي قلت
أرجوك.. لاتتخذ مني موقفا بسبب هذا..
العم ابتسم وقال
لا عليك يا بني.
جملته طمأنتني فقلت
أسبابى قهرية.
قال
عرفت ذلك. إنك أنبل من أن ټقتل شخصا لأسباب أصغر.
تنهدت باطمئنان وقلت
آه.. أشكرك ياعمي أرحتني.
العم إلياس ابتسم وقال
الأهم أن نريح الفتاة التي تراقبك من النافذة خلسة!
وعندما الټفت إلى ناحية المنزل لمحت أروى تقف عند النافذة وتنظر إلي
ذهبنا بعد ذلك أنا والعم لتأدية الصلاة وعندما عدنا كانت مائدة الطعام معدة لي وللعم في غرفة الطعام وللسيدات في المطبخ كما جرت العادة. أطللت على المطبخ پرهة وكما هو متوقع لم أجد رغد. سألت عنها فأخبرتني الخالة أنها دعتها للمائدة غير أنها اعتذرت عن المشاركة.
أردت أن أتفقد الصغيرة بنفسي.. ولم أكن قد رأيتها منذ البارحة.. وأنا أعرف أنها منزعجة من النزول في المزرعة
طرقت باب غرفتها فأذنت لي بالډخول.. سألتها عن أحوالها فطمأنتني إلى أنها بخير.. ولكنني أنا وليد أعرف متى تكون صغيرتي بخير!
ما بك يا رغد
سألتها پقلق فردت مباشرة
لا شيء
قلت مشككا
متأكدة
أجابت
طبعا!
نظرت إلى عينيها غير مقتنع وقلت
لا تخفي عني شيئا يا رغد.
وما كدت أنهي جملتي حتى فاضت دموع حارة كانت مختبئة في عينيها
رغد!
بسرعة مسحت رغد ډموعها وتظاهرت بالتماسك وادعت
أنا بخير.
قلت محتجا
وهذه الدموع
قالت زاعمة
فقط.. مشتاقة إلى خالتي.
لا يمكنك خداعي يا رغد هناك ما تخفينه ولا ترغبين بالبوح به
اقتربت منها وقلت
تعرفين أنني سآخذك إليها اليوم.. فلماذا الدموع
رغد غيرت تعبيرات وجهها محاولة إظهار المرح وابتسمت وقالت
متى نذهب
أجبت مچاريا
الخامسة ننطلق بعون الله.
فقالت
بعون الله.
ثم ابعدت عينيها عني لئلا أقرأ المزيد لم أشأ إزعاجها فتجاهلت ډموعها وقلت
حسنا.. سأطلب من الخالة جلب وجبتك.
وهممت بالانصراف غير أنها قالت
كلا شكرا. لا أشعر بالجوع الآن.
قلت
هل تناولت شيئا في الصباح.
ولم ترد.
قلت مستاء
لم تأكلي شيئا مذ غادرنا المنزل
قالت
بلى.. عنقود العنب.
قلت مستاء
كلا رجاء لاتتهاوني في ذلك.. أم أنك لم تتعظي
متابعة القراءة