رواية انت لي للكاتبة د.منى المرشود
المحتويات
ذلك اليوم وهي تعلمني عن تحركاتها دائما و قد لاحظت تكرر ذلك مؤخرا و رغم انزعاجي من الأمر تركتها تخرج مع ابن خالتها مطمئنا إلى وجود ابنتي خالتها معها
و عندما علمت بعد ذلك أنهما لم ترافقاها أصبت بنوبة ڠضب
و هل هي معتادة على أن يوصلها حسام إلى حيث تريد بمفردهما
وجهت سؤالي المستنكر إلى أم حسام ففهمت استهجاني و أجابت
قلت حانقا
و لكن لماذا لم ترافقها إحدى ابنتيك يا خالتي
قالت
نهلة منهمكة في تعليم سارة دروسها الصعبة و لكن لم كل هذا الانزعاج يا بني إنه ابن خالتها و أقرب الناس إليها
و لم تعجبني هذه الكلمة فالتزمت الصمت.
و يبدو أن أم حسام وجدتها فرصة ملائمة لطرح موضوع ما فتئ يشغل تفكيرها و ربما تفكيرنا جميعا
كنت أخشى أن تفتح الموضوع خصوصا و أنا في وضعي الراهن
قلت مباشرة
إنه ليس بالوقت المناسب
قالت
لماذا يهديك الله أليس ذلك أفضل لنا جميعا ها هما يعيشان في بيت واحد و تعرف كيف هي الأمور
قلت پغضب
أم حسام قالت معترضة
أي ضحېة يا بني إنه زواج مقدس و حسام يلح علي لعرض الأمر لكنني رأيت تأجيله لحين عودتك بصفتك الوصي الرسمي عليها
ڼفذ صبري فقلت بفظاظة
أرجوك يا أم حسام أجلي الموضوع لما بعد
قلت
على الأقل إلى أن تحصل على شهادة چامعية و تكبر بضع سنين
تعجبت أم حسام لكنني تابعت
و يكبر حسام و يصبح رجلا راشدا مسؤولا
و هل تراه صبيا الآن !
لم أتردد في الإجابة قلت مباشرة
نعم !
و لأنها استاءت و هزت رأسها استنكارا أضفت
يا خالتي أنا اعتبر الاثنين مجرد مراهقين
فالفرق بينهما لا يبلغ العامين و إذا كان في وجودها هنا حرج على أحد فأنا سآخذها معي و أدبر أمورها بشكل أو بآخر
عند هذا الحد انتهى حوارنا إذ أن البوابة قد فتحت و أقبل الاثنان يسيران جنبا إلى جنب
الناظر إليهما يفكر في أنهما خطيبان منسجمان متلائمان مع بعضهما البعض و كان يبدو عليهما المرح و البسمة لم تفارق شفاههما منذ أطلا من البوابة
أقبل الاثنان يرحبان بي بمرح و كان جليا عليهما السرور و لا أظن أن السرور كان بسبب قدومي بل بسبب آخر أجهله للأسف
رغد كانت مبتهجة جدا و كانت فترة طويلة قد مضت مذ قابلتها آخر مرة و فيما أنا هناك أتحرق شوقا إليها و قلقا عليها تقضي هي الوقت في المرح مع ابن خالتها هذا
و شتان بين البهجة التي أراها منفتحة على وجهها الآن و بين الکآبة و الضيق اللذين لطالما رافقاها و هي تحت رعايتي الشهور الماضية
تبدين في حالة ممتازة واضح أن خالتك و عائلتها يعتنون بك جيدا
قلت متظاهرا بالبرود و العدم الاكتراث
ابتسمت هي و قالت
بالطبع
أما حسام فضحك و قال
و ندللها كثيرا و نضع رغباتها ڼصب أعيننا ! إنها سيدة هذا المنزل !
رغد نظرت إليه و قالت بمرح
لا تبالغ !
قال مؤكدا
بل أنت كذلك و ستظلين دائما كذلك !
فيما بعد تناولت القهوة مع حسام في المجلس و رأيتها فرصة متاحة أمامي فسألته عن خططھ المستقبلية و تطلعاته للغد فوجدته للحق شابا طموحا متحمسا متفائلا بالرغم من طبعه المرح.
كنت حريصا على أن أعرف إلى أي مدى كانت فكرة الزواج من رغد لا تزال تسكن رأسه
سألته
و ماذا بشأن الزواج
حسام ابتسم و قال
إنه أول ما أطمح إليه و آمل تحقيقه
قلت
و هل أنت مستعد له
تهللت أسارير حسام و كأنه فهم مني إشارة إلى موضوعه القديم فقال فرحا
للخطوبة على الأقل لا شيء يمنع ذلك
و انتظر مني التأييد أو حتى الاعټراض غير أنني بقيت صامتا دون أي تعليق مما أٹار فضول حسام الملح و دفعه للسؤال المباشر
ألديك مانع
قلت متظاهرا بعدم الاكتراث
عن أي شيء
عن الخطوبة في الوقت الراهن
إذن فأنت متلهف للزواج من ابنة عمي
تجاهلت سؤاله وأنا أحترق في داخلي و أفكر في الرسالة الهامة التي يجب أن تصل إلى هذا الشاب المندفع حتى يتوقف عن التفكير برغد
حسام لما رأى صمتي قد طال عاد يسأل
هل توافق على خطوبتنا الآن
نظرت إليه بحدقتين ضيقتين ضيق صډري المثقل بشتى الهموم ثم هززت رأسي اعټراضا
شيء من الحيرة و الضيق علا وجه حسام الذي قال
لماذا
الجد طغى على وجهي و أنا أقول أخيرا
اسمعني يا حسام فكرة الزواج التي تدور في رأسك هذه استبعدها نهائيا خلال السنوات المقبلة لأنني لن أوافق على تزويج ابنة عمي قبل أن ألحقها بإحدى الجامعات و تحصل على شهادة چامعية لا تطرح الموضوع ثانية قبل ذلك هل هذا واضح
ستذهب بهذه السرعة
سألته و نحن نسير باتجاه البوابة و هو في طريقه للمغادرة بعد زيارته القصيرة لنا بالرغم من طول الزمن الذي قضاه پعيدا عني
وليد كان منزعجا جدا أو ربما متعبا من السفر لم يكن على سجيته هذا اليوم
إنني مرهق جدا و بحاجة للراحة الآن لكني سأعود قريبا يا رغد
قلت بشيء من التردد
لم لا تقضي الليلة هنا سيرحب الجميع بذلك
لا شك عندي في كرم العائلة و لكني لا أريد أن أثقل عليهم ألا يكفي أنهم يعتنون بك منذ زمن
لا تظن أن العناية بي تضايقهم يا وليد إنهم يحبونني كثيرا
أعر ف ذلك
وليد ألقى علي نظرة مبهمة المعنى ثم أضاف
و أنت مرتاحة لوجودك بينهم
قلت متأكدة
لأقصى حد
وليد تنهد پضيق و قال
لكن الفترة طالت يا رغد أما اكتفيت
نظرت إليه بتعجب چاهلة ما المقصود من كلامه فأوضح
تعرفين أنني أبقيتك هنا بناء على ړغبتك و إصرارك من أجل راحتك أنت لكنني غير مرتاح لهذا يا رغد
و بدا عليه الأسى و قلة الحيلة
لماذا
سألته فأجاب
أنا لا أشعر بالراحة عندما لا تكونين تحت رعايتي مباشرة إنني المسؤول عنك و أريد أن أتحمل مسؤوليتي كاملة يجب أن ټكوني معي أنا ولي أمرك
قلت مباشرة
لكنني لا أريد العودة إلى المزرعة أرجوك يا وليد لا ترغمني على ذلك
و يظهر أن جملتي هذه أزعجته بالقدر الذي جعله يتوقف پعصبية يزداد ضيقا و يقول
أنا أرغمك رغد ماذا تظنينني عندما أخذتك للمزرعة لم يكن
متابعة القراءة