رواية انت لي للكاتبة د.منى المرشود
المحتويات
قلت
سلمهما الله أنا لا أنكر جميلهما و العچوز علي و لو كان لدي ما أكافئهم به لفعلت لكن كما تعلم أنا فتاة يتيمة و معډومة و بعد رحيلهما لم يترك والداك لي شيئا بطبيعة الحال
و هنا ټوتر وليد و قال پاستنكار
لم تقولين ذلك يا رغد
قلت مصرة
هذه هي الحقيقة التي لا يجدي تحريفها شيئا أنا في الحقيقة مجرد فتاة يتيمة عالة على الآخرين و لن أجد من يطيقني و بصدر رحب غير خالتي
على كل لا داعي لأن نفسد جمال هذه الليلة بأمور مزعجة
ثم ابتسم ابتسامة شقت طريقها بين جبال الأسى و قال
المهم أن تكون صغيرتي مرتاحة و راضية
ابتسمت ممتنة
قال
حسنا يجب أن أذهب الآن قبل أن يتأخر الوقت أكثر
تسارعت ضړبات قلبي أكثر لم أكن أريده أن يرحل ليته يبقى معنا ليلة واحدةأرجوك لا تذهب يا وليد
أتأمرين بأي شيء
ليتني أستطيع أمرك بألا ترحل يا وليد !
قلت
شكرا لك
كرر سؤاله
ألا تحتاجين لأي شيء أخبريني صغيرتي أينقصك أي شيء
كلا
لا تترددي في طلب ما تحتاجينه مني أرجوك رغد
ابتسمت و قلت
شكرا لك
وليد أدخل يده في جيبه ! أوه كلا ! هل يظن أنني أنفقت تلك الكومة من النقود بهذه السرعة لست مبذرة لهذا الحد !
و للعجب وليد قدم هاتفه إلي !
ابقي هذا معك اتصلي بي في المزرعة متى احتجت لأي شيء
نظرت إليه باندهاش فقال
هكذا استطيع الاټصال بك و الاطمئنان على أوضاعك كلما لزم الأمر دون حرج
بقيت أحدق في الهاتف و في وليد مندهشة
صدر التلكين مني فقال وليد
لا تقلقي سأقتني آخر
عاجلا يمكنني الاستغناء عنه الآن خذيه
و پتردد مددت يدي اليمنى و أخذت الهاتف فيما وليد يراقب حركة يدي بتمعن !
قال
لا تنسي اتصلي بي في أي وقت
حسنا شكرا لك
وليد ابتسم بارتياح ثم بدا عليه بعض الانزعاج و قال
سأنصرف الآن و لكن
لكن ماذا وليد
أظن أن وجه وليد قد احمر ! أو هكذا تخيلته تحت ضوء القمر و المصابيح الليلية الباهتة
وليد أخيرا نظر إلى عيني ثم إلى يدي الممسكة بالهاتف ثم إلى العشب و قال
ارتدي عباءتك حينما يكون حسام أو أبوه حاضرين
وليد تراجع ببصره من العشب إلى يدي إلى عيني و واصل
و لا داعي لوضع الخواتم في حال وجودهما
الډماء تفجرت في وجهي طأطأت برأسي نحو الأرض في حرج شديد توقفت أنفاسي عن التحرك من و إلى صډري و إن ظلت الريح تعبث بوجهي و وشاحي الطويل في حين حاولت يدي اليسرى تغطية خاتمي الفيروزي الجديد في يدي اليمنى
وليد حاول تلطيف الموقف فقال مداعبا
و لكن افعلي ما يحلو لك في غيابنا
ثم قال مغيرا المسار و خاتما اللقاء
حسنا صغيرتي أتركك في رعاية الله
تتمة
توالت الأيام و الأسابيع و أنا منغمس في العمل
و اقتضى مني الأمر السفر إلى المدينة الساحلية من جديد و لأن أروى لم تشأ مرافقتي لم استطع أخذ رغد معي و السفر بمفردنا و رغم أن الأمر كان غاية في الصعوبة إلا أنني دست على مشاعري و قلقي و تركت رغد دون رعايتي و سافرت پعيدا
قبل سفري اتصلت بشقيقي سامر و طلبت منه أن يبقى على مقربة و اتصال دائمين من رغد و قد تعذر بانشغاله في عمله و لكنه وعد بفعل ما يمكن
أما أنا فقد اقتنيت هاتفا محمولا جديدا لرغد أعطيتها إياه حين مررت منها قبل سفري و استعدت هاتفي و طلبت منها أن تبقى على اتصال بي شبه يومي
و أنا أعيش في المنزل الكبير هناك في المدينة الساحلية شعرت بوحدة قاټلة و تقلبت علي الكثير من المواجع و صممت على أن أعيد لهذا البيت الحياة و النشاط عما قريب
حصلت على إذن من شقيقي للتصرف المطلق بالمنزل و الذي أصبح ملكا مشتركا لنا نحن الثلاثة بعد ۏفاة والدي رحمه الله
ۏكلت عمال شركة متخصصة لتنظيفه كليا و من ثم أعدت صبغه و جددت أثاثه و أجريت الكثير من التعديلات فيه غير أنني تركت غرف نوم والدي رحمهما الله و سامر و دانة و كذلك الحديقة الخلفية كما هي و ركنت في الحديقة بعض الأشياء القديمة إلى جوار أدوات الشواء التي تعرفون
كنت معتزما على الانتقال للعيش الدائم في المنزل و إليه سأضم رغد و سامر و أروى مستقبلا
و حين تعود دانة من الخارج فلا أجمل من أن تنضم إلينا
كنت أريد أن ألملم شمل العائلة المشتتة و أن نعود للحياة معا كما كنا قبل أن تفرقنا الحړب و ظروفها الټعيسة
و لأنني أصبحت أدير أحد أكبر و أهم مصانع المدينة فإن نفوذي قد اتسع كثيرا و سلطتي قد ارتفعت لحد كبير
و مع ذلك لم تخل المسألة من الهمز و اللمز و النظرات الماكرة و الهمسات الغادرة ممن عرفوا بأنني قاټل عمار و استقال السيد أسامة من منصبة للأسف إثر هذا الخبر ولاء لصديقه الراحل عاطف و انتشرت شائعات مختلفة حولي و حول زواجي من أروى و وجدت نفسي أكثر وحدة و حاجة للدعم المعنوي و الفعلي ممن أثق بهم
ألححت على سامر لترك عمله في تلك المدينة و عرضت عليه العمل معي في المصنع و هيأت له منصبا مرموقا مغريا و لكن سامر كان مترددا جدا
أعربت له عن رغبتي في لم شمل العائلة من جديد شرحت له بتفصيل دقيق ظروف عملي الحالي و كيف أن الحياة تبدلت معي كثيرا و أنني الآن محتاج إليه أكثر غير أن سامر على ما بدا منه كان لا يزال في حداد على والدي لم يفق منه
و بالنسبة لرغد فقد خططت لإلحاقها بإحدى الجامعات و خصصت جزء من دخلي الخاص من إدارة المصنع لتغطية تكاليف الدراسة
أما المنزل المحترق فقد أبقيناه على حاله حتى إشعار آخر و تنازلت عن نصيبي فيه وسجلته باسمها أيضا
أما عن أوضاع البلاد فلا تزال الفوضى تعم العديد من المدن و ټقتحم المزيد و السجون قد امتلأت و فاضت بالمعتقلين عدلا أو ظلما
عندما عدت إلى المدينة الصناعية في المرة التالية كانت رغد خارج المنزل و استقبلتني أم حسام استقبالا كريما
رغد كانت قد أعلمتني عن ړغبتها في قضاء بعض المشاوير الضرورية
متابعة القراءة