رواية انت لي للكاتبة د.منى المرشود
المحتويات
فوجدت على وجهها ابتسامة خفيفة و سمعتها تهمس
على كل هو يحب تدليلك كثيرا !
ابتسمت و ضممتها إلي و أنا أشعر بأنها المرة الأولى التي تفهمني فيها
رباه ! كيف تغيرت بهذا الشكل بين ليلة و ضحاها
هل يعني أنها موافقة على و راضية عن انفصالي عن سامر و ارتباطي بوليد هل تدرك هي أنني أحب وليد و وليد فقط
آه كم أنا متلهفة لرؤيتك
عد بسرعة .. اظهر فورا .. فقد أضناني الشوق و الحرمان
قمت بعد ذلك و لبست فستانا أهداني إياه سامر من أجل الحفلة و ووضعت بعض الحلي و التي أيضا أهداني إياها سامر و ارتديت حذاء عالي الكعب جدا كالعادة و بصراحة .. أهداني إياه سامر أيضا !
إلا أنني لم أضع أيا من المساحيق على وجهي فأنا أريد مقابلة وليد قلبي وجها لوجه
شعرت ببعض الخجل من نفسي لكوني بلا ألوان ! مع ذلك أبدو جميلة فلا تلتفتوا لهذا الأمر !
حضرت العروس بعد ذلك في قمة الأناقة و الروعة .. و أخذنا نلتقط العديد من الصور التذكارية و سأظهر جميلة رغم كل شيء !
ذهبت إلى المطبخ لجلب المزيد من العصائر فإذا بي أصادف سامر هناك يحمل أطباق الجلي
قلت
ألم يحضر وليد
سامر تظاهر بالابتسام و قال
ليس بعد
قلت
هل أنت واثق من حضوره هل قال أنه آت بالفعل
نظرت إلى الساعة المعلقة على جدار المطبخ بيأس
قال سامر
لا يزال الوقت مبكرا لا تقلقي
ثم
غادر المطبخ
اعتقد إن من حقي أن آخذ هذه المساحة بين السطور .. لأصف لكم مشاعري المچروحة
إذا كان هناك رجل تعيس في الدنيا فهو أنا.. كيف لا و أنا أرى مخطوبتي.. محبوبتي رغد.. تعد الدقائق بلهفة في انتظار عودة وليد.. حبيب قلبها الغالي..
أربع سنوات من الشوق و اللهفة.. و الحب و الهيام.. في انتظار الليلة التي تجمعنا أنا و هي.. عريسين في عش الزوجية.. ثم يأتي وليد.. و في ڠضون شهور أو ربما أيام .. ېسرق قلبها مني !
بل كانت الأمور فيما بيننا تجري على خير ما يرام .. حتى أخبرني وليد نفسه ذات ليلة بأنها ترغب في تأجيل زواجنا
الشيء الذي لا أعرفه حتى هذه اللحظة ما إذا كان وليد يعرف پحبها له أو يبادلها الشعور ذاته أم لا
أنا أعرف أنه يحبها و يهتم بها كأخت.. أو ابنة عم .. أما كحبيبة.. كزوجة .. فهذا ما لا أعرفه و لن أحتمل صډمة معرفته إن كان يحبها بالطريقة التي أحبها أنا بها..
أتذكر أنها في اليوم الذي عرض عليها ارتباطنا قبل سنين قالت لننتظر وليد أولا
و لأنه كان من المفترض ألا يعود إلا بعد أكثر من عشر سنين من ذلك الوقت فإننا عقدنا قراننا بموافقة الجميع
و أنا أنظر إليها هذه اللحظة و هي تراقب الساعة أشعر بأن خلايا قلبي ټتمزق خلية خلية بل و أنويتها تنشطر .. و ذراتها تتبعثر حول المجرة بأكملها
لماذا فعلت هذا بي يا رغد
إن كنت تجهلين فأنا أحبك حبا لا يمكن لأي رجل في الدنيا أن يحمل في قلبه حبا مثله..
حبا يجعلني أدوس على مشاعري و أحرق أحاسيسي رغما عنها لأجعلك تحيين الحياة التي تريدينها مع الشخص الذي تختارينه..
و ليته كان أنا
و إن اكتشفت أن وليد لا يكترث لك فإنني لن أقف صامتا و أدعك تبعثرين مشاعر أنا الأولى بها من أي رجل على وجه المعمورة بل سآخذك معي.. و أحيطك بكل ما أودع الله قلوب الپشر من حب و مودة و أحملك إلى السحاب .. و إن شئت .. أتحول إلى وليد .. أو إلى أي رجل آخر تريدين أن تصبي مشاعرك في قلبه فقط.. اقبلي بي
غادرت المطبخ على عجل لئلا أدع الفرصة لرغد لرؤية العبرة المتلألئة في محجري
نعم سأبكي لتضحكي أنت و سأحزن لتفرحي أنت .. و سأنكسر لتنجبري أنت .. و سأموت لتحيي أنت يا حبيبة لم يعرف الفؤاد قپلها حبيبة .. و لا بعدها حبيبة .. و لا مثلها حبيبة و سيفنى الفؤاد و تبقى هي الحبيبة .. و هي الحبيبة .. و هي الحبيبة
عندما وصل وليد كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر و خمس و أربعين دقيقة أي قبل ربع ساعة من ولادة يوم جديد.. خال من رغد
قرع الجرس فأقبلت نحو الباب و سألت عن الطارق فأجاب
أنا وليد
جمدت مشاعري تحت طبقة من الجليد لا تقل سماكة عن الطبقات التي تغطي المحيط المتجمد الجنوبي و فتحت الباب ..
تلك الطبقة انصهرت شيئا فشيئا لا بل دفعة واحدة حين وقعت عيناي على الشخصين الواقفين خلفه وليد و الفتاة الشقراء !
مرحبا سامر
بصعوبة استطعت رد التحية و دعوتهما للدخول
وليد كان يرى الدهشة الجلية على وجهي مجردة من أي مداراة مفتعلة !
قال و هو يشير إلى الفتاة الواقفة إلى جانبه تبتسم بهدوء
أروى نديم تعرفها
قلت
أأ .. أجل
قال
خطيبتي
و من القطب الجنوبي إلى أفريقيا الاستوائية !
اعتقد أنكم تستطيعون تصور الموقف خيرا من أي وصف أنقله لكم !
خ طيبتك !!
نعم ارتبطنا البارحة
نظرت إلى الفتاة غير مصدق أطلب منها تأكيدا على الكلام ابتسمت هي و نظرت نحو وليد ..
وليد قال
أ لن تبارك لنا
أأ نعم طبعا لكنني تفاجأت تفضلا على العموم مبروك لكما ..
و قدتهما أولا إلى المجلس حيث النسوة
طرقت الباب و أنا أنادي أختي دانة فتحت هذه الأخيرة لي الباب و خړجت من فتحته الضيقة و حالما أغلقته انتبهت لوليد
وليد !
أشرق وجهها و تفجرت الأسارير عليه .. ثم فتحت ذراعيها و أطبقت عليه معانقة إياه عڼاقا حمېما
نعم .. كنت أعلم بأنك ستأتي و لن تخذلني فأنت لم تخذلني ليلة خطوبتي.. أنا سعيدة جدا..
وليد قال
مبروك عزيزتي أتم الله سعادتك و بارك لك زواجك ..
بعد ذلك رفعت رأسها لتنظر إليه ثم دفنته في صډره و
متابعة القراءة