رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز


أربيهم تربية صحيحة.. أنفع بيهم الدنيا والدين من الأنسانة اللى اخترها قلبى
صفق بلال بيديه فاستجاب له الجميع وصفقوا وهم يضحكون بينما قال بلال 
دى أجابه نموذجية يا جماعة
ثم نظر إلى والد مهرة وقال متعجبا
ينفع بقى البنت اللى اخترها قلبه تبقى قاعدة جوا وهو قاعد مع الشنابات دى
ضحك الجميع مرة أخرى ونهض والد مهرة مبتسما وهو يقول 

طب استنى لما ادخل اشوف الطريق
دخل والد مهرة وطرق على الباب فخرجت له أم يحيى فقال لها 
خلى البنات تلبس علشان العريس عاوز يقعد مع عروسته شويه
ابتسمت ودخلت على الفور وقالت بصوت مرتفع 
يالا البسوا يا بنات العريس عاوز يدخل
أحتقن وجه مهرة وهى تبحث عن ملابس أو حجاب أو أى شىء
فضحكت عزة وهى تقول لها 
يابنتى ده خلاص بقى جوزك يا هبلة
أرتدت النساء ملابسها ووضعت عبير نقابها على وجهها وقبلت مهرة وانصرفت .. بدأت النساء فى الأنصراف ونهض فارس ليدخل لحبيبة قلبه ليراها لأول مرة دون محاذر أو قيود أو خجل ولكن تأتى الرياح دائما بما لا تشتهى السفن .. دخل والد عمرو وأخيه محمود وهو يهتف موجها حديثه لفارس 
أحلقنا يا فارس يابنى.. عمرو اتقبض عليه وهو جاى فى السكة
حدق به فارس وابتلع ريقه وهو يصيح به 
أتقبض عليه يعنى ايه و ليه
صاح والد عمرو وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة 
وهو جاى فى السكة طلعت حملة تفتش السوبر جيت ولقوا فى شنطته حتة آثار فرعونى
تمتم فارس بذهول 
آثار فرعونى !!
الفصل الحادى والثلاثون
عانق فارس عمرو وربت على ظهره مطمئنا وأجلسه وجلس بجانبه
ممسكا بذراعه وهو يقول 
متخافش يا عمرو إن شاء الله هتطلع منها.. أحكيلى كل حاجة حصلت معاك وازاى حتة الآثار دى دخلت شنطتك !
أستند عمرو برأسه بين كفيه وهو يهزها نفيا قائلا بإنهيار
مش عارف يا فارس مش عارف
ثم رفع رأسه إليه وقد بدا فى عينيه الرجاء وهو يقول 
أنت مصدقنى يا فارس مش كده .. أنت مصدق انى ماليش دعوه بالحاجات دى ولا اعرفها
أمسك فارس ذراعه وهو يشد عليه مطمئنا ويقول 
مصدقك طبعا يا عمرو .. أنت صاحبى واخويا وأنا عارفك كويس .. بس براحة كده علشان نفهم ازاى ده حصل .. أحكيلى كل حاجة .. فى حد فى شغلك مضايق منك ولا بيكرهك 
ضړب عمرو كفيه فى بعضهما البعض وهو يقول 
انا دماغى متشتته يا فارس مش عارف أجمع أى حاجة ..أنا علاقتى بزمايلى فى الشغل علاقة كويسة أوى ..
ثم تنبه فجأة وهو يقول بإضطراب 
يمكن بس واحد هو اللى كان بيكرهنى فى الأول بس من فترة كده بقى كويس معايا خالص وبقينا اصحاب
عقد فارس بين حاجبيه وقال مكررا 
مين ده وكان بيكرهك ليه وبقى كويس معاك من أمتى بالظبط 
مسح عمرو وجهه بيديه بقوة نافضا عن نفسه التشتت الذى يشعر به وقال 
بص يا فارس أنا هحكيلك كل حاجة بس الكلام ده يبقى بينا وبين بعض علشان الكلام مايوصلش لمراتى بأى حال من الاحوال ..
أومأ فارس برأسه وهو يشعر أن المشكلة أكبرمما كان يظن .. مال عمرو للأمام مستندا على قدميه وبدأ يقص على فارس ما حدث له فى هذه الشركة منذ أول لحظة وطأت قدمه فيها وحتى هذه اللحظة كان فارس يستمع إليه مشدوها مما يقول .. كيف تكون المهندسة إلهام بهذه الأخلاق وهى أخت الدكتور حمدى !!.. الرجل الذى لا يقبل قضية مشپوهة أبدا ومبادئه غير قابلة للمساومة أو التجزئة .. ماهذه العائلة الغريبة التى تحيط بالدكتور حمدى ألايكفى فى عائلته شخص مثل باسم ابن خالته لتصبح إلهام أخته أيضا بهذا الأنحدار الأخلاقى الذميم .!
أنتهى عمرو من سرد قصته على فارس الذى تمتم بحيرة 
سبحان الملك .. سيدنا نوح كان نبى
وابنه كان كافر وسيدنا ابراهيم كان نبى وابوه كان مشرك بالله يبقى المفروض مستغربش من اللى بسمعه ده ..
ثم نظر إلى عمرو بريبة وهو يقول 
علشان كده اهتمت أنها تطلعك بسرعة أنت لوحدك وقالتلك أن دنيا هى اللى قدمت البلاغ ضدنا مش كده 
قرأ عمرو الشك فى عينيى فارس فقال مدافعا عن نفسه
متفهمنيش غلط يا فارس .. أنا متجاوبتش معاها أبدا فى أى حاجة ..أنت عارف أنا بحب مراتى قد أيه ومش ممكن اخونها
فارس
ولما هى الحكاية كده يا عمرو ليه وافقت أنك تكمل شغل معاها وتسافر تشتغل مشروع كبير زى ده لشركتها.. وكمان مع نادر اللى انت عارف كويس انه بيكرهك وعاوز يأذيك
قال عمرو مطرقا برأسه 
دى غلطتى الوحيدة يا فارس ..واللى انا معترف بيها .. بصراحة أنا كنت مصمم على الاستقالة علشان ابعد عن أى مصدر للفتن لكن لما لقيت نفسى هشتغل بعيد عنها وكمان الشغل هيجيب مبلغ كويس اقدر ابدأ بيه حياتى طاوعت نفسى وقلت وماله وياريتنى ما كنت وافقت
وضع فارس يده على قدمه مشجعا وقال 
أحكيلى بقى
 

تم نسخ الرابط