يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه

موقع أيام نيوز

يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
كانت ليلة شديدة البرد وشديدة الريح تقلع الخيام اقتلاعا ونحن جالسون مع النبي ﷺ وذلك في بداية الريح :
فقال النبي ﷺ *من يذهب فيأتيني بخبر القوم ؟*
ياله من أمر صعب . 
من يذهب في هذا الليل وفي هذا البرد ليعبر الخندق ويدخل داخل جيش الكفار يستمع للأخبار ويأتي بها للنبي ﷺ . 

 لم يرد أحد والصحابة و كلهم جالسين !

فقال النبي ﷺ *من يذهب فيأتيني بخبر القوم وأضمن له العودة .*
فما تكلم أحد ...
فقال النبي ﷺ ثالثآ *من يذهب فيأتيني بخبر القوم وأضمن له العود . وهو رفيقي في الجنة ؟فما قام أحد .
فقال النبي ﷺ *قم يا حذيفة .*

 فلم أجد منها بدا . 
فقال النبي ﷺ *ولكن لا تحدث فيهم أمرا ..*
أي لا تغير فيهم أي شيء ودعهم كما هم . 
فخرجت وأنا أرتعد من البرد . 
فما أن قمت وتركت المكان حتى كأني أمشي في حمام . 
"حمام تعني مكانا شديد الدفء . فهو لا يشعر بأي شيء" 

فعبرت الخندق ووصلت إلى جيش الكفار ودخلت . 
فرأيت أبا سفيان يقف على طرف اليهود . 
فقلت في نفسي . أبو سفيان . 
فأخذت سهما من كنانتي . وشددت السهم أريد أن أقتله . 
فتذكرت قوله ﷺ *ولا تحدث فيهم أمرا .*

فرددت السهم مرة أخرى والظلام شديد . 
فوجدت العسكر يتهامسون في برد شديد والقدور تنقلب "من شدة الريح" . 
وسمعت أبا سفيان ينادي على القادة . اجتمعوا إلي . اجتمعوا إلي ..
حتى اجتمع عليه نفر . فتسللت ودخلت فجلست بينهم ..
"فقد كان الظلام يخيم على المكان ولا يستطيع أحد أن يرى أحدا"
 فقال أبو سفيان . أريد أن أحدثكم حديثا عظيما . 
ولكن . 
إن عيون محمد تنتشر بيننا وأخشى أن يسمعوا منا هذا الكلام ..
فليتأكد كل رجل منكم من الذي بجواره ..
فأخذت بيد الذي بجواري وقلت له . من الرجل ؟
فقال . عمرو بن العاص . 

ثم أخذت بيد الذي بجواري وقلت . من الرجل ؟
فقال . عكرمة بن عمر بن هشام . 
فقلت . عظيم . 
فقال أبو سفيان . أرى أننا ليس لنا مقام . 
وأرى أن البرد شديد والرياح شديدة . فإني مرتحل فارتحلوا ..
فعدت مسرعا إلى رسول الله ﷺ وعبرت الخندق . 
فما إن دخلت إلى المسجد فعاد البرد الشديد "فقد انتهت المهمة" 
فأتيت النبي ﷺ فإذا هو قائم يصلي . 
فجلست بجواره وأنا أرتعد من البرد فأحس بي . 
فبينما هو يصلي فتح النبي عباءته وأدخلني معه في عباءته . 
فلما انتهى من صلاته أخبرته الخبر فدعا لي .

اللهم يامن أنزلت الدفء على حذيفه بن اليمان  يوم الأحزاب . 
أنزل الدفء والرحمة على كل نفس قهرها الفقر والحاجة والبعد والغربة في بلادنا وكل بلاد المسلمين . اللهم آمين 🤲

تم نسخ الرابط