رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
تتابعه ببصرها فى حيرة منه ومن أندفاعها هكذا وأخذت تلوم نفسها بشدة وهى مازالت واقفة فى مكانها فى شرود وصمت أخرجها منه صوت دنيا التى قالت بشك
هو فى ايه
ألتفتت نورا إليها بعدم انتباه ولكنها ما استعادت وعيها سريعا وقالت بلامبالاة وهى تعود أدراجها الى المكتب مرة أخرى
مفيش حاجه يا
دنيا ..عن أذنك
تابعتها دنيا ببصرها وهى تضيق عينيها بارتياب وتنقل بصرها بين نورا والمصعد ولكنها سرعان ما نفضت عن عقلها تلك الافكار وعادت لعملها من جديد ولكنها لم تستطع ان تنفضها من قلبها
لم يشعر الى اين تأخذه قدميه ولكنه سار فى استسلام شديد لا يعلم كم قضى من ساعات ولكنه كان يمشى فقط فى اتجاه اللاشىء ..فقد الاحساس بالزمن وبمن يمر امامه وحوله وخلفه لا يسمع لشىء ولا يرى شىء
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
هل يقول له عفوا والدى لقد رفضونى لانهم لا ينظرون للكفاءه هل يقول لقد رفضونى لانك يا والدى لست قاضيا أو ومستشارا أو وكيل نيابه ..أو أنك ليس لك أخ أو قريب مواليا لهم يتوسط لى عندهم
وجد نفسه عائدا لمنزله كيف ومتى لا يعلم ولكن من الواضح ان قدميه قد حفظت الطريق عن ظهر قلب فأشفقت عليه وحملته الى بيته بدون توجيه منه
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
دخل غرفته فى خفوت ولم يجرؤ على النظر لصورة والده التى يحتفظ بها بجانبه خاف أن ينظر اليها فيرى العبرات تقفز منها لتبلل وجهه وټخنقه وتغص حلقه وتشقيه...فلقد شقى بما يكفى اليوم
ظل يتقلب فى سهاده طوال الليل حتى كاد ان يلفظه فراشه ويطرده بعيدا عنه ليظل خاليا للابد فذلك افضل له من هذا الحانق الغاضب الذى يرقد عليه دائما
بالكاد أستطاع أن ينام بعد أذان الفجر بل ويغط فى نوم عميق ...ولكن أحلامه وكوابيسه طاردته حتى فى النوم ولم تتركه ينعم به
قوم يا فارس قوم يابنى اتأخرت على شغلك الساعه بقت تسعه
تقلب على فراشه وقال دون أن يفتح عينيه معنديش شغل النهارده يا ماما
جلست على طرف فراشه بدهشه ممزوجه بالقلق وهى تقول
من أمتى بقى انت بتاخد اجازات...انت مالك تعبان ولا ايه
وضع الوسادة على وجهه وهو يقول
مجهد بس شويه ...سبينى اصحى براحتى لو سمحتى يا ماما
تركته والدته ..خرجت وأغلقت الباب خلفها ..توضأت وصلت الضحى ثم ابدلت ملابسها وذهبت للتسوق ..عادت وكانت تظن أنها ستجده قد استيقظ ولكنه وجدته مازال نائما كأنه يهرب من شىء ما فهى تعلمه جيدا...فهو لا ينام هكذا الا ليهرب من شىء يؤلمه ويؤلمه بشده
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وفجأه استمعت لصوت زغاريد يأتى من خارج الشرفه ..أنهت ما تفعله بسرعه وتوجهت للشرفه لتنظر ماذا يحدث فى شارعهم البسيط....كانت والدة عمرو صديق فارس تطلق الزغاريد بين الحين والاخر وهو يقف وسط بعض الشباب والجيران يهنئونه ويباركون له النجاح والتخرج من كلية الهندسة
ابتسمت بأثر رجعى وهى تتذكر لحظة تخرج ولدها وكأن المشهد يعيد نفسه مرة اخرى
أستيقظت من شرودها على صوت قرع جرس الباب فى صخب
نظرت الى الوضع الذى كان عمرو يقف فيه فلم تجده فايقنت أنه هو صاحب هذا الصخب توجهت الى الباب مسرعه وفتحته بسرعه وهى تقول بابتسامه
بالراحه يا عمرو.. فارس نايم
نظر لها عمرو بدهشه مصحوبه بابتسامه كبيرة ارتسمت على وجهه وهو يصيح
انا مالى ومال فارس انا جاى للرز بالبن اللى وعدتينى بيه يا بطه
قالت بسعاده وهى تفسح المجال له ليدخل وتشير باصبعها لعينيها
من عنيا يا حبيبى هيكون عندك النهارده أنت والشارع كله بأذن الله
ضحك بصخب كعادته وقال بمرح بس انا اللى اوزع يا خالتى الله يخليكى..انتى عارفه انا خلاص بقيت مهندس رسمى وهقسم بالعدل ان شاء الله
أم فارس لا يا عمرو انا متأكده انك لو انت اللى وزعت.. الناس كلها هيوصلها الاطباق نصها فاضى
قال بدهشه مصطنعه نصها!!!.. طيبه اوى على فكره
فى هذه اللحظه خرج فارس من غرفته غير مستوعب لما يحدق وقال بضيق
ايه الدوشه دى...مين اللى ...ولكنه بتر عبارته وهو ينظر لصديقه عمرو والفرحه التى تعلو وجهه والابتسامه المرسومه على شفتيه فى سعاده بالغه فذهب ضيقه فى لحظه وقال بشك
نجحت ولا عامل دوشه على الفاضى
ضحك عمرو وهو يقترب منه قائلا طبعا نجحت وأتخرجت علشان تبطل تقولى يا
متابعة القراءة