رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
.. بس انا فوقت متأخر أوى بعد ما ابنى ضاع مني وماليش حيلة خلاص
وقبل أن يخرج من حجرة المكتب تبعه الدكتور حمدى مربتا على كتفه مطمئنا له وقال
متقلقش زى ما قالك فارس الحكم مش نهائى
أومأ الرجل برأسه حزنا وهو يشعر بالضياع .. لم تنفعه أمواله فى أن ينشىء رجلا حقيقيا يعتمد عليه فى مراحل عمره المتقدمة ومرضه الذى بدأ يزحف إليه رويدا رويدا .
الآستدعاء ده جالى النهاردة الصبح علشان قضية التزويرقرأ الدكتور حمدى جواب الاستدعاء وهو يومىء برأسه ثم قال
ده كان متوقع يا فارس طبعا .. متنساش أن أسمك فى التوكيل أول أسم ..
مط شفتيه
قائلا
عموما متقلقش فى أكتر من اثبات أنك مكنتش شغال القضية دى
أنا مش قلقان يا دكتور .. أنا عارف انى هطلع منها بسهولة ان شاء الله .. أنا هروح بكره واحط أقوالى وربنا ييسر الأمر والموضوع يخلص على كده
نظر له الدكتور حمدى بإشفاق قائلا
معلش يا فارس أنا عارف أن اللى حصل مش سهل عليك وصدمتك فى مراتك مش قليلة بس انت قدها وهتتجاوز الأزمة دى بسرعة زى عادتك دايما ..
وبعدين عندى ليك خبر حلو هينسيك كل ده
نظر فارس إليه بفضول فقال حمدى على الفور بمرح
هو انت يابنى مش معاك الدكتوراة ولا أيه
أومأ فارس برأسه وهو ينظر إليه بفضول كبير فأردف الدكتور حمدى قائلا
طب استعد بقى علشان تستلم شغلك فى الجامعة يا دكتور
حدق فارس به غير مصدق وعلى وجهه ابتسامة وقال بسرعة
أبتسم الدكتور حمدى وقال بخشوع
ربنا كبير أوى يا فارس
كانت عبير تضع الأطباق على المائدة وقد ارتسمت ابتسامة رضى على شفتيها ثم ضحكت ضحكة صغيرة وهى ترى بلال يمرح مع الأولاد ويداعبهم ويقوم بتعليمهم الملاكمة وهم يتدربون فيه فمنهم من يلكمه فى معدته ومنهم يلكمه فى وجهه ومنهم من يقفز على ظهره ويلكمه فى ساعديه وهو ېصرخ بمرح ويصيح
ضحكت وهى تقول
أحسن ..أنت اللى علمتهم
ثم صفقت بيدها وهى تقول للأولاد
يالا يا ولاد أدخلوا صحوا تيتة علشان نتغدى سوا
ولكنهم لم يعبأوا ظلوا يلكمونه ويضربونه ولكنه استطاع أن يفلت منهم جميعا ويهرول بأتجاه عبير وهو يصيح بمرح
ألحقونى هيموتونى
وهم يهرولون خلفه ويضحكون بشدة .. جرى بلال حتى وصل إلى عبير ولف خلفها وأحاط خصرها من الخلف وهو يحتمى بجسدها منهم وكلما جاؤه عن يمينه أدارها ناحية اليمين واذا جاؤه عن شماله أدارها باتجاههم وكأنها دمية يلعب بها وهى تضحك ولا تستطيع الفكاك من ذراعيه المحيطة بها .. خرجت أم بلال من غرفتها على أصوات الضحك ونظرت إلي بلال محدقة به وهو يحيط عبير من الخلف ويضمها إلى صدره والأولاد يضحكون وهى تضحك ..
لا أرجوكى يا أمى متفهمنيش غلط
حاولت عبير فكاك يده من حولها وهى تشعر بالخجل وهو مازال مطبقا
عليها بقوة لا يريد تركها فصاحت فى والدته
ألحقينى يا ماما خاليه يسيبنى
جلست والدته على الأريكة وهى تهتف به
سيبها وبطل استعباط
نظر الأولاد إلى بعضهم البعض وكأنهم يقررون خطة ما لفك أسر والدتهم ... أندفعوا بقوة نحوهما وسقط الستة أرضا وسط ضحكات عالية .. أستطاعت عبير أن تتحرر وتنهض مسرعة تجرى باتجاه المطبخ وهى تصيح
حرام عليكوا الأكل هيتحرق
دخل بلال خلفها بعد أن أعطى والدته دوائها ووقف خلفها ينظر إليها وهى تعد الطعام والعرق ينبت على جبينها من الأبخرة المتصاعدة فى وجهها وهى تزيل غطاء القدر وتقلب فيه بهمة وتتذوقه لتشعر بالرضا تجاهه .. وضعت الغطاء مرة أخرى والتفتت لتجده واقفا يشاهدها قالت وهى تضيق عينيها
نعم يا فندم جاى تكمل هزار هنا ولا أيه
ضحك وهو يقول
لا والله مش قصدى
ثم تقدم منها ومسح حبات العرق التى تجمعت على جبينها وقال
أنت بتتعبى أوى يا عبير .. أنا مش عارف من غيرك كنت هعيش أزاى
نظرت له بحب وقد تناست تعبها تماما على أثر كلماته العذبة المقدرة لمجهودها وقالت
أنت كمان بتتعب فى شغلك
هز رأسه نفيا وقال
لا انا لازم أساعدك قوليلى اعمل ايه و هتلاقينى فوريره على طول
قالت بخجل
ممكن تحضر الأكل معايا بس
رفع حاجبيه قائلا بدهشة
بس كده
أومأت برأسها فانحنى بخفة أمامها وهو يقول باحترام مرح
تحت أمرك يا مولاتى
ضحكت وضړبته بخفة على كتفه ثم أعطته أحد الأطباق فى يده قائلة
أتفضل بقى للخلف دور
ألتفوا جميعا حول المائدة وشرعوا فى تناول الطعام ولكنه فجأة ترك الملعقة من يده لتصدر صوتا عاليا وهى ترتطم بالطبق أمامه وعقد جبينه هاتفا
أيه ده يا عبير أيه الأكل ده
نظر الجميع إلي وقالت عبير بتوتر
أيه ماله
عقد جبينه أكثر وقال بصرامة
طبيخ ده ولا بسبوسة
تذوقت والدته الطعام وقالت
ماهو كويس أهو
متابعة القراءة