رواية صد@مة فرح ( مكتمله حتي الفصل الاخير) بقلم سيد داوود المطعني
أنا كنت نازل اتجوزك فعلا وبدون علمها، ولما حددت ميعاد السفر اتفاجئت إنها بتراقب اتصالاتي بأسرتي، وبتراقب الواتساب والتليجرام والماسنجر، وبتراقب حتى الأبلكيشنات اللي على الفوت بتاعي، مش عارف اعمل حاجة من وراها..
وواجهتني بكل ده، وصممت تنزل مصر علشان تمنع الجوازة دي، وهدد2تني إنها هتش2ردني لو فكرت أتمم الجواز وهتطالبني بقيمة الشيكات، ده غير إنها تقدر تلفق لي أي مص2يبة في ميونيخ..
أنا بقيت أسير الست دي لحد ما تمو2ت يا فرح، من يوم ما حالتها النفسية والصحية اتحسنت، وهي متحولة لكائن تاني خالص، كائن متوح2ش مفتر2س، أناني، ومش عايز تفرط فيا، واللي غايظني أنها اتمسكت بيا أكتر يوم ما عرفت أني نازل مصر علشان اتجوزك..
للأسف كنت عايش على
أمل أن عمرها في الحياة دي مش هيزيد عن ست شهور أو سبع شهور، معرفش إن الطب عندهم أقوى من الكانسر، ودي ضري2بة ال2طمع، هفضل أدفعها العمر كله..
مش عارف أوصف لك مدى القرف اللي انا عايش فيه هنا، ولولا خوفي عليكي وعلى أهلي كنت سبتها ونزلت، لكني مش عارف اتوقع رد فعلها ايه، خصوصا إني مطالب بشروط جزائية أكبر من إمكانياتي.
فرح..
أنا بحبك، وزعلان على زعلك، وزعلان على نفسي أكتر، لكن عندي أمل نكون لبعض، وعلشان أثبت لك حسن نيتي، افتحي كتاب «جر2عة ن2كد» اللي ع الترابيزة عندك، هتلاقي ورقة في الصفحة اللي بتتكلم عن «قانون حب2س الزوجة الن2كدية»..
افتحي الورقة، الورقة دي يا فرح فيها تعويض كافي ليكي يعوضك عن كل الأسى اللي شفتيه معايا..
وأكيد دلوقتي عرفتي ليه أنا مش بكلمك فون او واتس أو مسنجر، وده علشان مراتي..
ياريت كمان متخليش أمي وابويا واختي يعرفوا حاجة عز الشقة دي، وعن اللي هتشوفيه في الورقة دي دلوقتي..
ياريت تاخدي اللي ع الترابيزة دي معاكي علشانها، وتحتفظي باللي تحتها خطوط حمراء علشان مفيش حد يفهمها غيرك..
فرح..
هتوح2شيني لحد ما اقابلك... ولو اتكتب عليا أترمي في السجن في ميونيخ، ياريت تشوفي حياتك، وتفتكريني بالخير..
خالص تحياتي/ عادل
ياااه، ايه كل ده يا عادل، ده انت وقعت في مافيا، أنا مش قادرة أستوعب اللي بيحصل ده، ياريتك اشتغلت اي حاجة في مصر، كان أحسن من البهدلة دي كلها..
فتحت كتاب جرعة نكد، ولاقيت الورقة، لاقيت فيها كلام مكتوب:
أنا بصراحة مش فاهمة ليه التعقيدات دي كلها، الحياة اللي عايشها عادل خلته بقى أوڤر خالص..
روحت الغرفة، وفتحت الخزنة، لاقيت فيها فلوس وشوية ورق..
ورقة موثقة بيقول فيها إنه لو منزلش مصر لحد سنة من تاريخ كتب كتابنا، أبقى أعتبر نفسي طالق..