رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم كاملة

موقع أيام نيوز

 


غرفتهم قطعت تفكيره ليسمح للخادمة بالدخول وفور دلوفها للغرفة قالت
في واحد محضر من المحكمة عايز حضرتك يا بيه
شحب وجهه وهرول إلى الأسفل وقد تبعته مناروما أن قابله قال ذلك الشخص برسمية شديدة
استاذ حسن طايل ياريت توقع على استلام الاعلان ده
نابت هي عنه السؤال
إعلان إيه ده
أجابها وهو يناوله القلم كي يوقع بالاستلام

قضية طلاق للضرر من قبل السيدة رهف حسين
لاحت على ثغرها بسمة متخابثة أخفتها سريعا بينما هو كانت الصدمة حليفته فقد شحب وجهه أكثر وزاغت نظراته وشعر بالصقيع يداهم اطرافه التي تحكم بها بصعوبة كي يضع توقيعه على الورق فكان يشعر بالأرض تميد به ولا يستوعب كونها مقتته لهذا الحد الذي يجعلها تريد مقاضاته والطلاق منه في آن واحد فيقسم أن آخر شيء كان يريد أن يتوصل له هو خسارتها!
أما عن رهف فيبدو أنها لا تشاركه تلك الرغبات الساذجة بل اتخذت قرار قاطع لا رجعة فيه وكيف يكون وقرارها نابع من مستنقع الأفعال المشينة و الخذلان الذي أغدقها به تحت وطأة تلك الخطايا التابعة لفعلته.
هو مش انا قولتلك متجيش واقعدي في البيت ذاكري امتحاناتك قربت
قالها محمد معاتبا بعدما باغتته ككل يوم وصعدت إلى سيارة الأجرة التي يعمل عليها قبل أن ينطلق بها من منطقتهم
لترد هي عليه ببسمة مشاغبة مفعمة بالحياة
حاولت ومعرفتش وبعدين اعمل ايه يعني وحشتني يا حمود
مچنونة اقسم بالله
طيب وايه الجديد ما أنا عارفة وبعدين متحاولش تنكر أن جناني ده بيعجبك
حانت منه بسمة واسعة وعقب على مشاكستها ومنغاشتها اللطيفة
للأسف ما باليد حيلة
اتسعت بسمتها ثم طلبت بحماس
طيب يلا بينا انا جعانة وعايزة أفطر فول من على العربية
رفع أحد حاجبيه وقال مشاكسا
أنت داخلة على طمع بقى وشكلك هتضربيلي اليوم ومش هشتغل بالتاكس
مطت فمها وتسائلت بترقب
هو أنت زهقت مني يا محمد
زفر بقوة وأجابها وهو يشملها ببندقيتاه
ميرال أنا عمري ما اقدر ازهق منك بس ده أكل عيشي ولازم احترم الراجل اللي أمني عليه واديله حقه
تنهدت بضيق واعتدلت بجلستها ثم قالت بعدم رضا
أنا مقولتش حاجة بس بصراحة الشغل ده
مش عاجبني وأنا كتير قولتلك أكلم حد من معارف بابي يشوفلك شغل غيره وأنت بترفض
مسد جبهته بأبهامه وسبابته وطفر بواحدة من تلك القناعات التي يرفض أن يتنحى عنها
أنت عارفة أنا برفض ليه...واظن قبل كده وعدتيني أنك مش هتفرضي حاجة عليا
اعترضت وهي تجلس بزاوية المقعد كي تراه بوضوح
يا حمود ما أنت دايخ على شغل غيره ومش لاقي فيها أيه لما اساعدك!
ميرال خلاص قولتلك مش هقبل بأي مساعدة منك وياريت تقفلي الموضوع ده نهائي
قالها بعزة نفس أبية و بكامل صوته الأجش ولم يعي أنه أجفلها وجعلها تنظر له نظرات معاتبة ألمت قلبه و جعلته يلعن ذاته ويدرك الموقف معتذرا بسرعة متناهية
آسف... والله آسف مكنش قصدي اتعصب عليك بس أنت عارفة رأي في الموضوع ده علشان خاطري يا ميرال بلاش نتكلم فيه تاني انا
قدمت ال في كذا شركة ولغاية دلوقتي محدش رد عليا بس أنا مش هيأس وهدور تاني وتالت ورابع على شغل وإن شاء الله هلاقي
لامس صدق أسفه شغاف قلبها وكونها تشعر بتلك الحړب الضارية المقامة داخله ألتمست له الأعذار ولكن ليته يصدق أنها لا تكترث لدوافع حربه بل كل ما تكترث له هو لذلك تفهمته وردت بنبرة هادئة وهي تضع يدها على يده المسنودة بجانبه
إن شاء الله يا حمود واوعدك طالما بيضايقك الموضوع ده مش هتكلم فيه تاني وخليك متأكد إني هفضل معاك لو لأخر العمر
طيب يلا بقى انا مېتة من الجوع يا حمود متبقاش بخيل وكمل جميلك
تنهد تنهيدة مسهدة بضجيج قلبه وحانت منه بسمة هادئة اختطفت قلبها حين قال
حاضرأمري لله لما أشوف أخرتها معاك يا حلو 
لملمت خصلاتها ببسمة خجولة بفضل ذلك الإطراء المحسوس منه بينما هو أنطلق بها كي يلبي رغبتها غافلين عن تلك السيارة التي تتبع خطاهم منذ عدة أيام وذلك الشخص بداخلها الذي رفع هاتفه للتو ونقر رقم من وكلته بذلك يخبرها بكل التفاصيل ويؤكد لها أن كافة ظنونها بمحلها تماما
أيام مرت عليها بصعوبة بالغة بعد خسارتها فكانت صبح وليل تنعي حظها وټلعن حياتها حتى كادت تجف دمعاتها ولكن مع مرور بضع أيام استعادت رباط جأشها و استوعبت تدريجيا أن تلك ارادة الله وحتما أن هناك حكمة خفية وراء خسارتها لذلك رضت بما كتب لها واحتسبته عند الله. فربما حدث ذلك لينتشلها من سباتها ويجعلها تثور لكبريائها قبل أن تهدر سنوات أخرى مغيبة تحت وطأة رجل مثله.
رهف وبعدين معاك هتفضلي سرحانة كده كتير
قالتها سعاد كي تحفز رهف التي كانت ساهمة طوال الوقت بعد ما حدث وكأنها بعالم منعزل لا يمت لعالمهم بشيء تنهدت رهف ببسمة باهتة و طمأنتها
هبقى كويسة يا سعاد متقلقيش عليا ومتستهونيش باللي مريت بيه ولسة أثره فيا
نفت سعاد برأسها و واستها وهي تجلس بجوارها وتربت على يدها
والله مش مستهونة بيه ... أنا
 

 

تم نسخ الرابط