رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم كاملة

موقع أيام نيوز

 


كده ده حتة جربوع لا راح ولا جه وميستاهلش حمقتك دي كلها يا ميرال
استنكرت ميرال بإنفعال
محمد مش جربوع ومش من حقك تقللي منه أو من أي حد كلنا بشړ زي بعض
نفخت دعاء أوداجها وزجرت زوجها الذي كان يتابع بصمت مقيت حوارهم المحتد وكأنه كان ينتظر أشارتها كي ينوب الرد عنها بما اقنعته مسبقا
مفيهاش حاجة يا ميرال وبعدين دعاء عندها حق الولد غلط وكان لازم تطرده...

أنت بتصدقها يا بابي دي كدابة...
ميرال عيب كده واعملي اعتبار ليا وبعدين لو عايزة سواق خلاص عم مؤنس خلصت اجازته وهيرجع الشغل يبقى يوصلك ويجيبك
اعترضت هي
بس أنا كنت مرتاحة مع محمد يا بابي
تنهد فاضل وهو يطالع ساعة يده وينهض كي يغادر
ياريت متكبريش المواضيع وتديها أكبر من حجمها لو مش عايزة مؤنس خلاص اللي يريحك وانا معنديش مشكلة أنك ترجعي تسوقي تاني بنفسك عربيتك في الجراچ من يوم ما بتوع الصيانة رجعوها وهي مركونة ابقي خديها لو حابة...أنا اتأخرت على الشغل وعندي اجتماع مهم لازم امشي
لتختم دعاء الموقف بخبث لا مثيل له وهي بأهتمام زائف تدعي أنها تريد مصلحتها
اوعي تسمعي كلام ابوك وترجعي تسوقي بنفسك أنت سواقتك متهورة خالص وانا بخاف عليك اصبري يومين واجبلك سواق احسن منه
نفت ميرال برأسها واخبرتها بنبرة مستنفرة
ابعدي عني أنا مش عايزة حاجة منك...
غادرت هي بينما دعاء حانت منها بسمة شيطانية وهسهست بوعيد
يظهر أن في حاجات فايتاني يا ميرال ومعرفهاش عنك بس ملحوقة ومسيري أعرف وساعتها لو اللي في بالي كان صح يبقى يا ويلك مني انت والجربوع بتاعك.
كان يسير برفقة العساكر بمضض شديد يعترض على معاملتهم العڼيفة معه ويستغرب لم يشعرونه أنه قبض عليه بالجرم المشهود لتوه فكان يسستشيط غيظا ولم يكف عن سخطه وعجرفته طوال الطريق عندما يأمره أحد العساكر بالسير دون مماطلة حتى كانوا يجروا به او يدفعوه من ظهره وكأنه كالدابة التي تجر كي تلقى مصيرها المحتوم.
أمشي من سكات احسنلك قولنالك هتعرف كل حاجة من حضرت الظابط سليم بيه الكومي
قالها أحد العساكر وهو يدفعه داخل مكتب
ذلك الضابط الذي يجلس خلف مكتبه بكل عنجهية ووقار بتلك البنية الضخمة والملامح القاسېة التي تجعل كل من تسقط عينه عليه يرهبه بشدة فأقل ما يقول عنه إن هيئته مرعبة تبث الړعب في النفوس وبالفعل ذلك ما حدث عندما سقطت عين حسن عليه حين أدى العسكري التحية وقال برسمية
تمام يا فندم تم ضبط و إحضار حسن طايل زي ما أمرت ودي بطاقته
قالها وهو يضع أثبات الشخصية الذي أخذه منه مسبقا على مكتبه
رفع سليم نظراته الثاقبة إليه وتناول أثبات الشخصية وأشار للعسكري بالانصراف بينما حسن 
ابتلع ريقه وهو يرى نظراته المرعبة تكاد تخترقه وقال
ممكن افهم انا هنا ليه
شبح ابتسامة متغطرسة ظهرت على فم سليم وتلاها قوله بحدة أجفلت الأخر
مكنتش عايز تشرفنا ولا أيه يا حسن!
قال أخر جملة بحاجب مرفوع بترقب جعل حسن يبتلع ريقه ويجيبه بشجاعة مصطنعة
أنا معترضتش بس أكيد في
غلط انا مش مچرم ومعملتش حاجة واللي حصل معايا ده مش قانوني وأنا مش هسكت
قالها بإنفعال
استفز سليم وجعل الچحيم يستعر في حدقتيه حين قال بنبرة حادة واثقة بثت الړعب بالآخر
مش هتسكت! هتعمل إيه مثلا أحب اعرف
زاغت نظرات حسن من عنجهيته ونظراته المرعبة التي تحمل تحذير مبطن فما كان منه غير أن يتراجع في الحديث قائلا
أنا من حقي اعرف جبتوني ليه هنا انا معملتش حاجة
حانت من سليم بسمة متهكمة وسخر قائلا بكل عنجهية
جبت ورا بس ماشي هعديها بمزاجي وهجاوبك... في محضر تعدي متحرر ضدك من السيدة رهف حسين بتتهمك فيه أنك اتعديت عليها واتسببت في إجهاضها يعني هتشرفنا شوية.
أبتلع رمقه بحلق جاف واتسعت عينه بذهول لم يستوعب كلمة واحدة مما تفوه به ولكن سليم أكد حين بدء في نقل بياناته إلى ذلك الورق أمامه ثم تساءل بعدها برسمية شديدة كي يدون أقواله
سما هو قولك فيما هو منسوب إليك
كاد يستأنف لولآ أن الآخر قاطعه وهو
ينفى برأسه ويقول بنبرة غير مستوعبة ويبتسم بسمة مقيتة ليست بمحلها
أنا مش مصدق اكيد فيه حاجة غلط انا معملتش حاجة ومجتش جنبها دي هي اللي سرقتني
زفر سليم بنفاذ صبر وهدر محذرا
خلي بالك كل كلمة هتقولها هتتحاسب عليها وياريت ترد على أد السؤال وبس
استنكر حسن وقال بإندفاع
أنا كمان عايز حقي ولازم تسمعني انا وهي كان حسابنا مشترك وسحبت الفلوس و....
كاد أن يسترسل بتفاصيل أكثر لولآ أن سليم قاطعه پحده وبرسمية بالغة
القانون لا يحمل المغفلين يا بيه وبعدين مدخلنيش في مواضيع فرعية مليش فيها أنا سألتك سؤال محدد وتجاوب عليه
أيه قولك فيما هو منسوب إليك
كرر سؤاله مرة أخرى ليصر حسن على موقفه كونه لم يفعل شيء وحين انتهوا من أخذ اقواله قال سليم وهو يؤشر له 
تعالا امضي والتحريات هتثبت من فيكم صادق ومن هنا لوقتها هتشرفنا في الحبس لغاية ما تتعرض على النيابة وتحقق معاك
حبس
 

 

تم نسخ الرابط