روايه-جميلتي-
يا بنتي بطلي أكل بقا حرام عليكِ كدة مش هيجيلك عرسان ولا هيتقدم لك حد، أنا غلبت معاكِ!
لم تبالي ابنتها وأكملت طعامها بإستمتاع: بس ورق العنب ده عظمة من إيدك يا ست الكل.
قالت والدتها بضيق: ده اللي همك يا بنتي علشان شكلك حتى.
جميلة: المكرونة بالبشاميل من إيدك ملهاش حل بجد.
والدتها بغي،ـظ: هبطل أعملها خالص وامشيكِ على دايت.
جميلة: يالهوي حتى السلطة منك تحفة بالليمون وزيت الزيتون.
زفرت والدتها بغض.ب فقالت جميلة بذعر: ماما!
قالت والدتها بفزع: في إيه؟
جميلة بتساؤل: عملتي الكنافة زي ما قولتلك؟ طب فيه قطايف من أمبارح ولا لا؟
جزت والدتها على أسنانها بغي،ـظ ولم ترد، فأكملت جميلة طعامها.
نظرت لها والدتها بقلة حيلة: طب حتى علشان تقدري تصلي التراويح ده أنتِ بقيتِ بتنهجي من الركعة الرابعة!
نظرت لها جميلة بحزن وتوقفت عن الطعام، فقال والدها بعتاب: ما تسيبيها تأكل يا أم جميلة يعني هى كانت بتأكل من أكل حد؟ مالك كدة من الصبح عمالة تقولي لها كلام يزعلها؟
تركت والدتها طعامها بضجر: أنا مقولتش حاجة مش لمصلحتها أنت شايف الوضع حتى ده غلط على صحتها وهى ولا على بالها.
قالت جميلة بتذمر: يا ماما مش للدرجة دي حضرتك بتتكلمي ولا كأني ٢٠٠ كيلو ومش بقدر أتحرك من مكاني! أنا مقتنعي بوزني على فكرة وهو مناسب ليا ومش تخينة أنا جسمي مليان بس لو بتعب من الراكعة الرابعة ف ده بسبب الزنقة وعلشان الإمام بيطول وأنا رجلي بتوجعني.
زفرت والدتها بملل: الحجج بتاعتك مش بتخلص، كلي يا أختي يعني أنا هخلص منك ولا من أبوكِ.
ضحكت جميلة وهى تلقي إليها بقبلة ثم أنهت طعامها لتنهض وتستعد لصلاة التراويح مع صديقتها المفضلة.
استعدت بسرعة ثم هبطت لصديقتها التي تنتظرها أسفل المنزل، ما إن رأتها حتى هتفت: وأخيرا! هو ده اللي بسرعة بتاعك يا ست جميلة؟ العشاء هتأذن أهى.
اعترضت جميلة بعفوية : ما أنا خلصت أكل وقومت علطول أعمل إيه تاني مكنوش خمس دقائق يا ست ياسمينا!
رفعت ياسمينا حاجبها: يا سلام؟ طب يلا يلا نلحق الصلاة يا حلوة.
مشت جميلة بجانبها بثقة: طبعا حلوة وليا نصيب من أسمي كمان.
وصلوا وبدأوا الصلاة على الفور ولكن بسبب إطالة القراءة من الإمام بدأت رجلها تؤلمها في منتصف الصلاة، تحاملت على نفسها بشدة حتى انتهى.
جلست تمدد قدمها أمامها وهى تأن بألم وتدلكها.
سألتها ياسمينا بقلق: مالك؟ بتوجعك أوي؟
أومأت جميلة برأسها: أيوا بجد مش عارفة الإمام بيطول أوي كدة ليه من غير ما يدينا راحة حتى في النص.
سمعوا صوت يهمس من خلفهم بسخرية: الإمام برضو اللي بيطول ولا كتر الأكل كبس على نفسك لو ترحمي نفسك شوية.
ألتفتت لها جميلة تقول بإبتسامة ثابتة: بتقولي حاجة يا طنط؟
قالت السيدة بإرتباك: لا يا حبيبتي مش بقول حاجة ده أنا تعبت شوية علشان طولنا النهاردة.
ازدادت إبتسامة جميلة اتساعا: تعبتي من إيه يا طنط من كتر القعدة على الكرسي طول الصلاة مثلا؟ ده حضرتك حتى لسة صغيرة في السن مش كبيرة لدرجة تقعدي على الكرسي ولا عندك أي مرض يمنعك وستات أكبر منك كانوا واقفين كمان.