روايه-جميلتي-
وتابعت بنفاذ صبر: هو مش أنتِ عارفة اللي فيها ولا إيه؟
قالت ياسمينا بعبوس: علشان عارفة اللي فيها بكلمك جميلة أنتِ صاحبتي من زمان أوي وعلشان كدة لما أشوف وضع أحس أنه غلط عليكِ لازم أقولك!
ردت جميلة بتعجب: قصدك إيه؟
حدقت إليها ياسمينا بعدم رضا: قصدي أنه افرضي بعد كل ده وكل الأحلام اللي أنتِ عايشها مجاش أتقدم ليكِ؟ ولا كان بيفكر فيكِ زي ما بتفكري فيه؟ افرضي لما يجي يختار، يختار واحدة تانية غيرك؟
صُد-مت جميلة من كلام صديقتها وكأنه إحتمال لم تفكر به أو يخطر على بالها قط، حين رأت ياسمينا حالتها اقتربت منها ووضعت يدها على ذراعها بعطف: جميلة أنا مش قصدي أكون قاسية عليكِ الموضوع كان في البداية باين هزار أو حنين بإعجاب سابق لكن لما حسيت انك خلاص اتعلقتي بيه والموضوع اتطور أوي كدة لدرجة أنه بقيتي مخصوص تروحي الجامع علشان تشوفيها وده غلط مقدرتش أسكت أنتِ صاحبتي وواجب عليا انبهك علشان لو فضلتي تحلمي من طرف واحد وجه يوم حصل العكس هتدمري ودي كان غلط مني أني أجاريكِ فيه من الأول بس لازم أحذرك قبل ما قلبك ينكسر طالما مفيش دليل أنه هو بيبادلك نفس المشاعر.
اختنقت جميلة بدموعها وقالت بصوت متحشرج: خلاص يا ياسمينا فهمت!
حدقت إليها ياسمينا بحنية وشفقة: أنا آسفة يا جميلة بس كان لازم أحط الإحتمال ده في بالك وأحذرك علشان تبقي عاملة حسابك بدل ما كل حاجة تطلع على الفاضي في الآخر.
لم تتحمل جميلة أكثر من ذلك فأبتعدت عنها وهى تقول بحنق: قولتلك خلاص فهمت!
استدارت حتى تذهب وياسمينا تنظر لها بحزن حين صرخت جميلة فجأة وهى تقع على الأرض وياسمينا تنظر لها بذهول.
البارت الرابع
أسرعت إليها ياسمينا وركعت على الأرض بجانبها تقول بقلق: حصل إيه؟ مالك؟
أغمضت جميلة عيونها بقوة وقالت بألم: لما وقعت حسيت بحاجة دخلت في رجلي.
حاولت ياسمينا رفع العباءة لترى الوضع فإذا بقطعة زجاجية في عضلة الساق وتنزف بقوة.
شهقت ياسمينا بقوة: يا نهار أبيض وايه اللي جاب الإزازة دي هنا!
حدقت لها جميلة بحنق: وأنا ايش عرفني يا ياسمينا! اتصرفي مش قادرة من الوجع بالله عليكِ.
نظرت ياسمينا حولها فلم تجد أحدا تستنجد به ليساعدهم، ربتت على كتف جميلة: ثانية واحدة هروح أشوف حد يساعدنا واجي.
أمسكت جميلة بيدها بخو.ف وهى تبكي من الألم: متسبنيش لوحدي يا ياسمينا الوقت متأخر والمكان فاضي أنا خايفة.
نظرت لها ياسمينا بعطف: معلش يا حبيبتي علشان نلحق الجرح اللي في رجلك.
تركتها ياسمينا بسرعة وهى تركض حتى وصلت لأول الشارع وهى تنظر حولها بلهفة، رأت قاسم يأتي من بعيد.
نادته بصوت عالي مذعور: قاسم تعالى بسرعة ألحق جميلة!
حدق لها قاسم بذهول للحظة ثم ركض لها حتى وصل لها بسرعة.
قال بقلق: مالها جميلة؟
أشارت له لأخر الشارع حيث تقبع جميلة: هناك وقعت ورجلها اتعورت من حتة ازازة مكسورة وعمالة تنزف.
نظر قاسم للمكان الذي تشير إليه وركض لها وياسمينا ورائه، حين وصلوا كانت جميلة تستند برأسها على الجدار الذي بجانبها وهى تغمض عيونها.
جلست ياسمينا بسرعة بجانبها: جميلة!
لم ترد فهزتها ياسمينا بدون فائدة، نظر قاسم وياسمينا لبعضهما بقلق.
قالت ياسمينا بهلع: شكلها أغمى عليها هنعمل ايه؟
نهض قاسم بسرعة وعيناه لا تفارق وجه جميلة: أنا هروح أجيب تاكسي بسرعة علشان نوديها المستشفى نلحقها.
ركض من أمامها بسرعة بينما ياسمينا عادت تضر-ب وجه جميلة بخفة لعلها تستجيب دون رد فعل منها، ضمتها لها وقد بدأت الدموع تتجمع في عينيها.
عاد قاسم بسرعة وقد أوقف على باب الشارع سيارة الأجرة لأن الشارع لا يتسع لها.
وقف أمامهما يتنفس بسرعة: جيبت التاكسي يلا.
حدقت له ياسمينا بحيرة: طب جميلة مغمى عليها هنعمل ايه؟
نظر لجميلة وهو يقول بتردد: ماهو ....ماهو مينفعش...ااا
صمت وهو يقبض على يديه بشدة ثم فجأة انحنى ورفعها بين ذراعيه وهو يضمها بحذر خشية أن تقع ثم أسرع بها تجاه سيارة الأجرة المنتظرة وياسمينا اتي أفاقت من ذهولها سريعا تلحق به، وضعها في المقعد الخلفي بحذر وبرفق وياسمينا تسندها من الطرف الآخر ثم صعد بجانب السائق يأمرها بحدة أن يسرع للمستشفى.