روايه-جميلتي-
أمضت بقية اليوم كما المعتاد ثم ذهبت إلى صلاة التراويح كالعادة مع ياسمينا أنهما يحاولون الحفاظ عليها خصوصا أن العشر الأواخر قد اقتربت، بعد أن انتهوا من الصلاة جلسوا يستمعون لخطبة الشيخ حين انتبهت جميلة لشئ ما.
انتظرت حتى انتهى الشيخ ثم همست لياسمينا بصوت منخفض: شوفي مين اللي قاعدة هناك دي.
عقدت ياسمين تنظر إلى الناحية التي تقصدها جميلة بفضول: مين؟
نظرت لها جميلة بعيون لامعة: والدة وسيم.
حدقت إليها ياسمينا بمزيج من المكر والملل: وبعدين؟ مالها مامته يعني بتصلي عادي!
قالت بنبرة حاولت أن تكون عادية: أنا شوفتها قولت نروح نسلم عليها لأني بقالي كتير مشوفتهاش وكمان أقولها حمد لله على السلامة لأستاذ وسيم.
سخرت ياسمينا قائلة: يا حنينة! ومن أمتى الود ده كله؟
زفرت بقوة وردت حانقة: ياسمينا أنتِ مالك بقيتي تعلقي على كل كلمة ليا كدة ليه؟ أنا بقيت اتضايق على فكرة.
صمتت ياسمينا ولم ترد وهى مازالت ترمقها بنفس النظرة، أمسكت جميلة بيدها بنفاذ صبر: يلا تعالي.
ذهبتا ليجلسا بجانب سيدة ذات ملامح ترتاح لها العينان تقرأ القرآن في هدوء، نظرت بجانبها حين جلسوا جوارها.
أبتسمت لها جميلة: ازيك يا طنط عاملة إيه؟
أغلقت السيدة المصحف وقالت مبتسمة بترحيب: الحمد لله في نعمة، ازيك أنتِ يا جميلة عاملة إيه يا حبيبتي؟
ثم نظرت لياسمينا: وأنتِ يا ياسمينا أخبارك؟ فينكم يا بنات من زمان مشوفتكمش.
أبتسموا لها بمودة وردت جميلة قائلة: والله يا طنط زي ما حضرتك عارفة الشغل وشغل البيت وحاجات كتيرة، إحنا أول ما شوفناكِ قولنا نيجي تسلم عليكِ.
ثم صمتت للحظة وتابعت بنبرة خجولة قليلا: ونبارك لك على سلامة أستاذ وسيم.
سارعت ياسمينا تقول حتى ترفع الحرج عن جميلة: حمدا لله على سلامته أكيد حضرتك فرحانة أنه رجع.
نظرت لهم بسعادة: الله يسلمكم يا بنات والله أنا فرحتي مش سيعاني الحمدلله.
ردت جميلة بدفئ: ربنا يفرحك دايما يا طنط.
قالت ياسمينا: إحنا شوفناه أمبارح وأحنا راجعين من الصلاة.
أومأت والدته بفخر: هو رجع من تلت أيام حبيبي والحمد لله خلاص هيستقر هنا هو خلص دراسته واشتغل وخد الخبرة اللي محتاجها من هناك ورجع علشان يفتح شغل خاص بيه هنا ويبقى معايا.
أبتسموا لسعادتها الواضحة لكنها فجأة تنهدت بتفكير فعقدوا حاجبيهم يرمقون بعض بحيرة قبل أن تسألها جميلة: مالك يا طنط؟
قالت والدة وسيم بتمني: دلوقتي بس فاضل أشوف له عروسة وأجوزه علشان اطمن عليه وأشوف عياله زي ما بحلم.
تبادلوا النظرات وياسمينا تنظر بإبتسامة كبيرة لجميلة التي حدقت لها بتحذير حتى لا تلفت الأنظار.
ربتت جميلة على كتفها: أن شاء الله خير يا طنط.
أبتسمت لهم: ابقوا طمنوني عليكم دايما يا بنات.
نهضوا بعدها وغادروا، توالت الأيام ولم تكن آخر مرة تقابل بها جميلة والدة وسيم إذ كانت تراها في كل مرة تذهب بها إلى صلاة التراويح وبعد إنتهاء الصلاة تجلس معها وتتبادل الأحاديث، لاحظت ياسمينا تطور الأمر بقلق وعدم رضى فقررت أن تحدث صديقتها في أسرع وقت.
حين كانوا عائدين قالت ياسمينا بجدية: جميلة عايزة أتكلم معاكِ في موضوع.
قالت جميلة بعفوية وهى تنظر لها بإبتسامة: موضوع إيه؟
توقفت ياسمينا عن السير فتوقفت جميلة أيضا أمامها: أنتِ مش ملاحظة أنه أنتِ قربتي جامد من والدة وسيم؟
ضحكت جميلة لتذكرها وقالت بإستغراب: أيوا بس دي حاجة حلوة يا ياسمينا مالك كدة بقا؟
عقدت ياسمينا ذراعيها: بجد دي حاجة حلوة؟ ليه؟
عقدت جميلة حاجبيها بحيرة: ليه إيه؟