رواية مزيج العشق جميع الفصول كامله بقلم الكاتبة نورهان محسن
الفصل الثامن والعشرون (لا كبرياء في الحب) مزيج العشق
في الشركة
داخل مكتب ادهم
احمر كارمن خديها خجلًا، وشردت بعينيه التي تثملها وتبعثر قلبها، ثم ازدردت لعابها للمرة المليون، تفكر في كلامه هي تريد أن تبدأ معه صفحة جديدة من حياتها أيضًا.
أقرنت أفكارها بأفعالها، حالما بادرت بوضع كفها على يديه التى علي خدها، وقد اتخذت قرارها، ثم أجابت بكلمة واحدة، وهي تبتسم بخجل: موافقة
علي حين غرة وضع يديه على خصرها، وجذبها إلى صدره، وغمرها بعناق حار بين ذراعيه، وهو يلحم جسده القوي بجسدها الناعم بقوة.
رفعت كارمن يدها في خجل تبادله العناق، وهي تتنفس عطره الرجولي الذي يسحرها، وبتلقائيه تمسكت به اكثر، ووضعت رأسها مكان قلبه الذي سمعت بوضوح خفقاته العالية.
سمعت كارمن صوت همسه الدافئ بجوار أذنيها: اوعدك يا حبيبتي مش هتندمي
خفق قلبها بعنف، وهي تلتمس الصدق في صوته،
وشعور بأمان كبير يتغلغل في أعماق قلبها، وهي تسمع منه لأول مرة كلمة حبيبتي التي خرجت منه بعفوية شديدة.
أخرجها أدهم من احضانه، لكنها بقيت بين ذراعيه التي تحاصرها بحماية.
قال وهو ينظر في عينيها، وغمز لها متعمدًا إحراجها: مش هتقولي حاجة؟
رمشت بأهدابها باسمة الثغر، لتتمتم بتوتر: مش عارفه اقول ايه؟
اجابت كارمن تتصنع التفكير ايضا: سيبني وقت افكر
قال ادهم بضحكة عاليه: ياريت ماتتأخريش عليا في الرد عشان انا مستني علي نار
شاركته الضحك، ثم همست بحرج: طيب ممكن تخلي حد يفهمني شغل السكرتارية لاني معرفش المفروض اعمل ايه
أعاد أدهم بأصابعه ترتيب شعرها الأشعث من عناقه: ولا يهمك هبعتلك موظفه تفهمك كل حاجة
قالت كارمن بخجل من تشتتها المفرط أمامه: تمام انا هستني برا واسيبك لشغلك
غمغم ادهم رافضا الابتعاد عنها: لا خليكي شوية
ابتسمت كارمن قائلة بدلال عفوي: ادهم احنا في الشركة لو سمحت بقي اتفضل شوف شغلك
ادهم بعبوس: عايزاني اسيبك ازاي وانتي بتتكلمي كدا.. ماتقدري مشاعري يا مفترية واقولك حاجة مش هسيبك الا لما توافقي علي عزومة العشا قرري دلوقتي
ضحكت بخفة وهي تحاول فك حصار ذراعيه عن خصرها، قائلة برقة بعثرت فؤاده: موافقة خلاص انت كسبت سيبني بقي
كانت على وشك الخروج من المكان، لكنه أمسك بذراعها وجذبها نحوه، وقبلها بقبلة عميقة على خدها المحمر الذي أغراه لإلتهامه بشغف، وهو ينظر إليها بحنان.
ابتسمت له بنعومة يستوطنها الخجل، وهي تغادر المكتب.
تنهد أدهم بقوة، ثم نظر إلى المنظر الرائع خلف زجاج مكتبه، واحتلت ابتسامة عشق وسعادة وجهه، ووعد نفسه بأنه لن يكتم مشاعره بدافع الكبرياء بعد اليوم، ولن يخاطر بفقدانها مهما حدث.
الكبرياء، مثل العديد من النقاط التي يجب أن تكون موجودة في أي علاقة حب طبيعية، هو طلب معاملة خاصة وجيدة من الشخص الذي نحبه.
من الطبيعي أن نرى الحب حتى في مشاجراتنا.
الكبرياء يضيف مزيدًا من الحلاوة إلى الحب، ولكن إذا تجاوز الأمر الحدود، فلن يقبل الطرف الآخر أن تجعله يشعر بأنك أفضل أو أنه ليس له أيضًا الحق في التعبير عن كبرياء وأنه أيضًا له نفس المرتبة في عيون حبيبه.
بالقصر في جناح نادين
كانت نائمة وهاتفها المحمول يرن بجانبها.
استيقظت نادين متأففة بضجر من هذا الإزعاج، فهي استطاعت النوم بصعوبة من عواصف أفكارها التي لا تهدأ.
نظرت إلى الهاتف وتبدلت ملامحها في أقل من ثانية وابتسمت ابتسامة عريضة، وهي تري اسم قاسم يضئ على الشاشة، ثم أجابت بدلال: صباح العسل حبيبي
قاسم بغزل: صباح السكر يا سكرتي وحشتيني
نادين بصوت مبحوح: وانت اكتر
قاسم بدهشة: انتي كنتي نايمة ولا ايه.. مش كنتي بدأتي تنزلي الشغل مع جوزك
اجابت نادين بعفوية: ماقدرتش اروح انهاردة تعبانه شوية واصلا ما صدقت قدرت انام شوية من القلق اللي بقيت عايشة فيه
قاسم بمكر: ليه يا قلبي مالك احكيلي ايه اللي قلقلك؟
ردت نادين بدلع وقد خطرت علي بالها فكرة: عندي مشكلة كدا ومش عندي حد يساعدني فيها
قاسم بخبث: خير حبيبتي قوليلي ايه المشكلة؟
تنهدت نادين وهي تتثاؤب بكسل: مش هينفع في التليفون خلينا لما نتقابل اقولك كل حاجة
قاسم بوقاحة: وانتي هتجيلي امتي.. انتي وحشاني اوي
ضحكت بغنج: وانت كمان مش هتأخر عليك ممكن اقدر اجيلك بعد يومين كدا
قاسم بشوق كاذب: اوكي يا حبي هتوحشيني اوي لحد ما اشوفك.. سلام
نادين بإبتسامة واسعة: انت اكتر.. باي باي
ظهرا في شركة البارون
استرخت كارمن على المقعد أمام مكتبها بعد مغادرة الموظفة التي ساعدتها في تعليم بعض الأساسيات في العمل.
ظهرت ابتسامة حالمة رائعة على شفتيها، فهي حتي الآن لا تستوعب بعد التطورات التي حدثت بينها، وبين أدهم منذ الصباح حتى اعترافه بحبه لها، وكلماته اللطيفة التي اخترقت قلبها وشتت كيانها.
وما جعلها سعيدة للغاية هو أنه يريد أن يبدأ معها صفحة جديدة برغبتها، يروق لها نضوج تفكيره وانه يهتم بمشاعرها أكثر من مجرد علاقة جسدية بين أي زوجين، وهذا يؤكد أنه يكن لها مشاعر عميقة، كما تكن له حب كبير في قلبها لم تعترف به بعد، ولكنه يزداد في كل لحظة تمر عليها بجانبه.
أخذت نفسًا عميقًا، لتحاول التركيز الآن فقط على شاشة الحاسوب والأوراق التي أمامها، لعلها تفهم شيئًا منها.
رغم أن الموظفة لم تقصر في شرح كل شيء لها، إلا أن عقلها مشغول بهذا الأدهم الذي لا يفصلها عنه إلا باب مكتبه فقط.
استغرقت في عملها على الحاسوب عن التفكير، ولكن انقطع تركيزها بصوت الهاتف المجاور لها، رفعت السماعة ليأتيها صوت أدهم الذي طلب منها الحضور إلى مكتبه فورا.
نهضت من مقعدها، وأخذت معها دفتر ملاحظاتها، وذهبت إلى مكتبه، لمعرفة ماذا يريد منها بفضول؟
عند ادهم
في الداخل، لم تكن حالة أدهم مختلفة تمامًا عن حالة كارمن، فهو ايضًا لم يستطع العمل، وخاطره كان مشغولًا بمن سرقت عقله وقلبه.
كان يمسك بين يديه مسودات تصاميم لنماذج لفساتين كارمن، والتي وجدها على مكتبه بالأمس، حيث اعجب بإبداعها وأفكارها الرائعة فأنها حقًا مميزة جدًا.
أراد أن يخترع أي عذر للتحدث معها، فقد مرت أكثر من ساعتين منذ أن غادرت مكتبه، لكنه ظل يشاهد كل حركة لها على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص به بإبتسامة علي تعبيرات وجهها الحائر في التصرف، ونبضات قلبه العاشق لها تخفق بشوق بداخله تطالب بإحتضانها مرة أخرى إلى صدره.
كل تصرفاته معها جديدة تمامًا عليه يعيشها للمرة الأولي في حياته، فهي الحب الأول الذي يغزو قلبه ليستعمره ولا يطالب بحريته إلا بين ذراعيها فقط.