" الحالة 707"
أخرج الدكتور إبراهيم الكتاب الذي كان معه وفتحه فإذا صراخ فظيع داخل المنزل، دخل الجميع في منازلهم ولم يتجرأ أحد أن يفتح الباب، أضاء النور مرة أخرى وبدأ الدكتور يتقدم وعندما وصل لمنزل الحالة تم إغلاق الباب بقوة وبدأ المنزل في الاهتزاز وقلب الدكتور إبراهيم في صفحات الكتاب وبدأ يردد كلمات وكانت كالتالي " أيها الغرباء نعلم أنكم لستم في عالمكم، لا يوجد ترحيب ولا تنتظروا أن تعيشوا بسلام هنا، علمنا الشيء الذي أتيتم به وسندمره لو قاومتم، ستعودون لعالمكم بأمان وأنا ضامن لكم ذلك، أخطأ من أتى بكم إلى هنا وسنصحح ما حدث فلا تضطرونا لاستخدام القوة " لم يهدأ المنزل وزاد الصراخ وبدأت تظهر أشياء تطير حول المنزل وتصرخ بقوة وتضيء كأنها شُهب هابطة من السماء، قلب الدكتور إبراهيم صفحات الكتاب وأتى بصفحتين فارغتين ووجههم ناحية الباب وبدأت تجذب هذه الأشياء داخلها وتقدم وكلما صعد دخل عدد كبير في الصفحتين حتى وصل للفتاة التي كانت تقف في الصالة، وتنظر وكأن عيناها قطعتان من جمر، فتوجه الدكتور ناحيتها بالكتاب وهي تصرخ وظهر ضوء شديد وصراخ أعلى وأشد حتى أن الدماء خرجت من أنف الدكتور ولكن فجأة انطفأ ذلك النور وسقطت الفتاة على الأرض، وجلس الدكتور على الأرض يلتقط أنفاسه بصعوبة ويتعرق جبينه بشدة، وبعد فترة قام وأيقظ الفتاة التي لا تعلم ماذا حدث ولكنها قالت أنها كانت تشعر بقوى غير عادية في جسدها ولم تكن تدري بما يحدث، حضر الأب والأم مسرعين، سألهما الدكتور هل اشتريتم تحفة نادرة أو ماشبه ؟ أجاب الأب قائلا: نعم لقد اشتريت فاظة نادرة منذ قرنين تم استخراجها من إحدى السفن الغارقة ووضعتها في المنزل فور نقلنا إلى هنا وقامت فاطمة بإزالة الغطاء لأنه كان من الخشب وكان يحتوى زخرفة قديمة.
طلب الدكتور إحضارها مع الغطاء.
وفتح الصفحتين وقلبهم على الفاظة الفخارية وقام بإغلاقها مرة أخرى وقال: هذه الفاظة ليست منذ قرنين بل منذ آلاف السنين تم حبس قبيلة كاملة كانت متمردة داخلها وعادة كان يتم إلقاء هذه السجون داخل البحار ويبدو أن صائدي الكنوز الغارقة وجدوها وظنوا أنها قطعة أثرية غرقت مع السفينة وفور فتح ابنتك الغطاء المدون عليه تعويذه تمنع خروجهم إلا بيد إنسان وتلبسها كبيرهم وكانت القبيلة بأكملها تخطط للبقاء هنا ولم تستسلم لأنها ذاقت الحرية بعدما ذاقت مرارة السجن قرونا طويلة، سنلقي بها في البحر مرة أخرى ولكن سنضعها في قالب خرسانة.
قال الأب وكيف عرفت كل هذا ؟
ابتسم الدكتور وقال: لا تسأل فنحن قلة نعلم أسرارا لا يعلمها سوانا، نظهر وقت الضرورة فقط وحالة ابنتك رقم ٧٠٧ التي قابلتها منذ قرون وقام ماضيا خارج الباب ولكن الناس في الصباح وجدوا سيارته في مكانها وذهبوا لجامعته حيث وجدوا بطاقة هويته ولكن لم يجدوه فذهبوا لمنزله ولم يجدوه أيضا وقال لهم الجيران أنه كان يعيش بمفرده ولا يختلط بأحد وأتى إلى هذا السكن منذ عدة أعوام فقط ولا يعرف عنه أحد شيئا
وظن البعض أنه رجل غريب الأطوار وقال البعض أنه جندي مجهول ولكن أغلب الظنون أنه من الحراس النورانيين الذين يحاربون الشر في عالمهم ويمنعونه من المجيء لعالمنا.
الخلاصة " لا تعبث بأي شيء فلربما كان سببا في هلاكك وأحيانا الفضول يقتل صاحبه، وكذلك ليس كل مظهر جيد داخله جيد فلربما انبهرت بالمظهر واتصدمت بالجوهر "
تمت...