ساعديني يا هانم بقلم ندى ناصر

موقع أيام نيوز


وصوت جوايا بيقولي إحفظيه كويس هترجعيله تاني بعد ربع ساعة وصلنا البيت وكان هادي وجميل وشكل الست صاحبة البيت قلبها رحيم بعد ما اتعرفت عليا وعرفت حكايتي قررت اني هشتغل هنا وفيه واحدة ست بتيجي كل أربع أيام تكنس وتمسح وشغلي هيبقى خفيف بحكم إن البيت صغير...
اشتغلت وكنت فرحانه جدا في بيتها ماكنتش محتاجة حاجة من الدنيا تاني لقيت شغل في بيت محترم وست بتعاملني كأني بنتها وآخر اليوم بلاقي مكان أنام فيه ولقمة ولبس نضيف اشتغلت في البيت وكنت بشوف أولاد الست هانم دايما مبتسمين في وشي كأني واحدة منهم مش مجرد خدامة.

_ بقولك إيه متعمليلي دلوقتي صنية مكرونه بالبشاميل زي اللي كنتي عاملاها من أسبوع.
ردت الأخت التانية
_ لا لا أنا عايزاها في أوضتي تعالي معايا وسيبك من أم بطن دي.
بعد ما وصلت الأوضة قعدتني قدامها على الكرسي وفتحت الدولاب طلعت ليا فستان بسيط وجميل جدا ادتهولي هدية مع إبتسامة رقيقة شبها
_ شوفتك وانتي بتعلقيلي فستاني في الدولاب وبتحطيه عليكي تشوفي نفسك فيه فقررت إني اجيبلك واحد زيه يارب يطلع على مقاسك.
_ شكرا يا ست هانم والله كتر خيرك شكرا.
_ شكرا إيه يا هبلة إنتي ده انتي بقيتي أختنا وأكتر كمان وماما كمان بقت تعاملك أحسن مننا بس لو تبطلي كلمة ست هانم اللي في بوقك دايما دي.
مشيت في الأوضة لحد المراية وبصيت على شكلي وقولتلها
_ أنا مش شبهكم ومكنتش أتمنى كل ده والله أنا كل اللي كنت عايزاه أشتغل وأقدر اجيب تمن اللقمه وانام بس لكن بعد ما جيت هنا حياتي إتغيرت تماما
_ طب قومي معايا وبطلي دراما بقى.
_ على فين
_ هوريكي شكلك الجديد هعملك لوك وهلبسك  وهخليكي تنافسي ياسمين صبري كمان.
بعد نص ساعة كنت بنزل على السلم وأنا لابسة كعب أطول مني تقريبا وبسند على ترابزين السلم عشان أتفادى الوقوع بعد ما وصلت لنص الصالة لقيت البيت كله قاعد بيبصلي بإبنهار ولشعري اللي اتفرد وطوله ظهر قامت أمهم ولفت حواليا وهي  وقالت
_ انتي كنتي مخبية فين الجمال ده كله بس
رديت وانا بفرك في ايدي بتوتر
_ دي الست هانم الصغيرة اللي صممت والله ماكنت أعرف كل ده إنه هيحصل.
_ وايه اللي حصل إحنا بنحاول نحسسك إنك مننا ومش مجرد واحدة بتشتغل هنا لأن إنتي فعلا طيبة وتستاهلي حب أكتر من كده.
ضحكتي ملت وشي وأنا جوايا فرحة كبيرة أوي وحسيت ان ربنا عوضني ب العيلة الحنينة دي بيحبوني من غير مقابل واعتبروني بنتهم واختهم وبيعملوا كل حاجة تخليني ما احسش بإختلاف عنهم شوفت في البيت الغريب ده حنية وطيبة عكس اللي شوفتها في بيت أهلي وباقي الأماكن اللي إشتغلت فيها حتى لو كانت ڤلل وعلى مستوى أعلى من اللي عايشة فيه دلوقتي..
بعد 3 شهور كنت مسافرة معاهم في بيتهم التاني وقرروا يرجعوا النهاردة وكلموا الست اللي بتنضف البيت تظبطه على ما نرجع وبعد ما وصلنا ودخلنا من باب الشقة وكلهم دخلوا أنا ثبت مكاني من الصدمة حاولت أبين إني طبيعية ودخلت وقفت قدام الست اللي بتنضف البيت وأول ما بصيت في عيونها كل حاجة حصلت في حياتي من يوم ما وعيت على الدنيا لحد اليوم اللي اترميت في الشارع جه قصاد عيني كأنه فيلم شغال مش بيقف...
_ إنتي الخدامه اللي بتنضف هنا
_ شوفي النصيب هربتي مني ومن أبوكي وفي الآخر الاقيكي برضو بس إيه النضافة دي بقيتي صاحبة بيت وصورك معاهم في كل أوضة ومكان في البيت عملتيها ازاي
_ عشان حافظت على  ومستسلمتش للفقر اللي أبويا معيشك فيه مش فقر الفلوس لا فقر النفس إنتي عايشة معاه ذليلة وهو بيمرمط فيكي 
جربتي في مرة تفكري في طريقة تانية تجيبي منها فلوس غير إنك تشردي بنتك الوحيدة وترميها الرامية اللي كنتي رمياهالي الأطفال اللي كانوا في سني كانوا بيرجعوا من المدرسة يلاقوا لقمة ياكلوها ويقعدوا يذاكروا أنا كنت برجع ذل وإهانة وبروح أمسح وأكنس بدالك أنا کرهت العيشة معاكم وکرهت أشوفكم وأشم ريحتكم عشان كده طفشت وسيبت البيت ليكم.
_ بس جه الوقت اللي هاخدك من إيدك تاني ونعيش عيشة كويسة.
_ وأنا هبلة وهصدق
_ لازم تصدقي لأن المرة دي بتكلم بجد.
بصيت للست الكبيرة وأولادها وبترجاهم يرفضوا لكن صوت امي سبقني
_ أنا هاخدها ونروح السوق نشتري حاجات المطبخ.
_ طب ما تروحي إنتي وسيبيها هي أصلا هي مبتنزلش السوق ودي شغلتك.
_ معلشي ياست هانم أصل هعلمها.
بصيت للست الكبيرة وأنا بترجاها ماتسيبينش ليها أنا مش عايزة اروح السوق معاها لأن حاسة إن نيتها مش خير ابدا زقيت إيديها وجريت على الست الكبيرة وقولت لها
_ مش عايزة أروح معاها أرجوكي مش هترجعني والله متخليهاش تاخدني.
_ دي أمك ومقدرش أخليكي تعصيها وبعدين السوق مش بعيد وهترجعوا على طول
بصيت لأميها وبنبرة أمر قولتلها
_
 

تم نسخ الرابط