رواية حب فوق الغصون بقلم ساره نيل
المحتويات
التصميم العالمين يجلسون في إنتظار الإستماع إلى مناقشتها حول مجموعة من تصاميمها..
كان اثنان منهم سيدات ورجلان..
ظلت غصون تردد بعض الآيات القرآنية وهي تشاهد بعضا من الأفراد الذين يهتمون بالتصميم والازياء منتشرون في القاعة من ضمنهم والدها ووالدتها ورحيم ووردة وأروى صديقتها التي أصرت أن تأتي لتدعمها..
وكان الحضور المميز لعدي الذي كان يجلس بكل حواسه ويدعو من قلبه لأجل أن يوفقها الله
أستاذة غصون ليه إختيارك للأسلوب ده من اللبس يعني إنت كدا بتخصي فئة معينة من التصميم وهما المحجبات ودا شيء غلط .. المصمم لازم يتوسع لكل الفئات..
ابتسمت غصون بإشراق ورددت اسم الله قائلة
بسم الله..
أستاذة ميرا .. ممكن أقولك حاجة بسيطة تعرفي إن الفستان إللي حضرتك لبساه ده ممكن أنا ألبسه وأي بنوتة محجبة تلبسه!!.
ودا إزاي بقاا.!!
الفستان ممكن أختاره مقاس كبير درجة بحيث يبقى فضفاض الفستان بكم كامل ورقبة ومش فيه حاجة شفافة كمان ولو فيه أي جزء شفاف أقدر ألبس بطانة تناسب اللون وبطريقة توحي إن البطانة جزء لا ينفصل عن الفستان..
كمان فستان حضرتك للكعب يعني هلبس حجابي إللي يناسب الفستان واستايله وكدا تمام وبكدا قدر نوعين يلبسوا الفستان حضرتك إللي بدون حجاب..
أعجبت ميرا بطريقة عرضها وحقا اقتنعت بإجابتها وقبل أن تسأل مرة أخرى تجادل بمعتقداتها المخالفة عن الحجاب قال أحد الرجلين وهو المصمم العالمي طارق الزيني
تصاميمك حلوة يا أستاذة غصون وفكرة التصميم الجديدة إللي صممتيها وكانت العرض لمجموعة مهندس مدحت حقيقي فكرة متكاملة ونموذاجية من جميع الجهات..
ابتسمت غصون بهدوء وتسأل الله بداخلها التوفيق والسداد سارت حتى وقفت أمامهم ثم أمسكت بيد السيدة ميرا وقالت
إنت ملامحك جميلة أوي يا أستاذة ميرا على الرغم من إنك متزينة بالميك اب ..
بس على فكرا حاسة إن في جمال من نوع تاني مستخبي..
قصدك أيه أنا مش فاهمة..!
نظرت لهم وهتفت
ممكن أرد على إجابتكم بس بطريقتي ومن غير ما أتكلم..
أثارت غصون الفضول في قلب باقي المصممين وهم يتسائلون بأي طريقة تفكر تلك الفتاة!!
تسمحيلي يا أستاذة ميرا..
وافقتها ميرا وهي لا تدرك ماذا تريد..
رافقتها غصون حتى المنصة العريضة وأشارت لبعض الفتيات الذين معها فأتوا بمقعد ومرأة طويلة ومنضدة صغيرة مستديرة فوقها علبة مستطيلة الشكل..
اتفضلي يا ملكة ميرا استسمحك ترتاحي على الكرسي.. ممكن.!
أكيد ممكن يا غصون بقاا عندي فضول أعرف عايزة توصلي لأيه..!
ابتسمت غصون وأردفت وهي تقف بثقة أمام الجمع الغفير محلية بإيمانها بالله ويقينها به وصدقها معه..
حضرتكم إنتوا إللي هتحكموا بنفسكم .. أنا بس عايزاكم تركزوا في ملامح الأستاذة ميرا ومش عيزاكم تنسوها..
ثم قالت تحت تعجب ميرا وترقبها
وإنت كمان هتحكمي بنفسك يا جميلة إنت بس هتسيبي نفسك ليا اتفقنا.
أوك..
بدأت غصون مبتسمة وهي تزيل طبقة مساحيق التجميل من على وجه ميرا التي ظلت صامتة تشاهد ما سيحدث للنهاية نظفت وجهها تماما ثم برفق بدأت تجمع خصلاتها في عقصة بسيطة وبعد ذلك ألبستها حجاب سوري من اللون الاوف وايت وفوقها قامت بلف الخمار الأندونيسي الذي يحمل نفس اللون بطريقة رقيقة وبسيطة جدا.
بدت ميرا بمنتهى الرقة والجمال واختلفت ملامحها فبدت أصغر عمرا..
ابتسمت غصون بفخر وما حسبته وجدته أمامها فكأن ميرا إمرأة أخرى حقا.. فهي أجمل من ذي قبل ولا مقارنة بين الحالتين..
ابتعدت غصون من أمام المرآة وقالت بفرح
يلا بصي لنفسك في المرايا..
فتحت ميرا عينيها لترى انعكاس صورتها في المرآة لتظل متخشبة تنظر بتعجب..!!
هذه ليست هي !!
لا تعرف من بالمرآة حقا..!
رفعت أناملها تتحسس وجها ثم انتقلت تتحسس الحجاب بدهشة!
هي تبدو أصغر عمرا هناك شيء بوجهها لا تعلم ما هو ثمة شيء مختلف وجذاب جدا..
كأنها كانت مدفونة خلف كومة من الرماد وانجلى للتو.!
ترقرق الدمع بعينها وثمة رجفة أصابت قلبها لا تعلم سببها.!
علمت غصون ما الشعور التي تمر به استدارت بأتجاة الجميع وأظهرت ميرا بطلتها الجديد ليفرغ الجميع فاههم بذهول حقا فميرا شخص مختلف تماما..
دي إجابتي لكم عرفتوا ليه بحب أصمم محجبات لأجل الطهارة والإحساس ده أنا ماحبتش أجاوبكم بالدين وأحكامه علشان عارفة إنها لا تقابل بالإصغاء..
أستاذة ميرا بقت إنسانة تانية والمدهش بقاا إنها أفضل وأجمل وأرقى مليون مرة من الطلة الأولى تعرفوا ليه لأن ربنا حبيبنا مش هيأمرنا بحاجة ألا يقيني هيكون في نفع لنا فيها..
الحجاب .. وأقصد بالحجاب الحجاب الشرعي إللي يستر الشعر والصدر إللي مش بيشف وبيوضح شعرنا من ورا وودانا ولا جزء من رقبتنا وهو ملفوف على بندانة خفيفة
متابعة القراءة