رواية حب فوق الغصون بقلم ساره نيل

موقع أيام نيوز


خير يا غصون بس يلا خلصي وتعالي متغبيش..
_حاضر يا ماما أنا بردوة واقعة جوع هاكل وأظبط بكوباية شاي بلبن علشان قدامي سهرة طويلة على تصميم قلبوظ.
_خلاص يا أخت المصممة هنعطلك عن أعمالك..
_أنا عنيا لك يا هدهد..
خرجت والدتها وهي توضأت وبدأت تصلي العشاء بهدوء وخشوع وتدعو بكل ما يملىء قلبها وما تتمناه وما تخشاه وهل التضرع والتذلل إلى غير الله يجدي..

انتهت من صلاة العشاء بسنتها ثم بدأت تردد أذكار ما بعد الصلاة وبعض الأذكار التي جدولتها في مخطط..
مثل الصلاة على النبي عقب كل صلاة عشرون مرة وتدريجيا يتزايد العدد بالإضافة إلى ورد صلاة على النبي مع أذكار الصباح والمساء وفي أوقات الفراغ والمواصلات..
وهكذا مع الحوقلة والإستغفار وذكر الله..
قالت بإرتياح وهدوء وقلبها مليان سکينة
_ااه الحمد لله أنا كدا مرتاحة جدا..
مسكت فونها وفتحت الكاميرا وضغطت على زر تسجيل الفيديو وبعدها تنحنحت وقالت وهي قدام الكاميرا
_الحمد لله .. شوفي يا غصون السکينة والطمأنينة إللي جواك دي عمرك ما هتحس بيها ألا وإنت مع ربنا وجمبه.. أنا حقيقي مش ببقى فرحانة ألا وأنا مع ربنا.. بالي بيبقى مرتاح وحاسة من جوايا بهدوء وارتياح وعندي طاقة أهد جبال..
دي مش شطارة منك يا ست غصون دا فضل ومنة من ربنا لازم تشكريه عليها دايما..
وصحيح لازم نعمل خطط جديدة وتتعودي على عبادات جديدة ..
النهاردة كان يوم مميز جدا ومليان برحمة ربنا وعطاياه.. مسك بنت عم سيد بقت بخير والمشكلة اتحلت..
وإياك يا غصون تبقي سيئة الظن في حد تاني دعي الخلق للخالق يا غصون يا وحشة..
أنا فرحانة إن لسة موجود حد بالخير ده وبعتذر من كل قلبي للإنسان ده أنا مدينة بإعتذار له..
احمرت وجنتيها بخجل وتأملت وجهها بالكاميرا ثم ابتسمت وأغمضت عيناها هامسة بنبرة محبة بحروف اسمه دون أن تشعر
_عدي...
_غصون إنت يا بنتي اتأخرتي كدا ليه .. بتعملي أيه جوا كل ده..
فور أن سمعت والدتها وأدركت ما قالته سقط الهاتف من يدها پذعر..
_أيه إللي أنا بعمله ده..
أغلقت تسجيل الفيديو ثم خرجت وهي تقول
_أنا جيت أهو يا هدهد هاا عاملة أكل أيه النهاردة..
عيونها لمعت أول ما وقعت على المكرونة البشاميل على طاولة الطعام المستديرة..
جلست وهي تشمر عن ساعديها وترفع خصلاتها المموجة بدبوس شعر..
_يا سلام مكرونة بشاميل يا هدهد .. كدا أحبك موووت.
_بت بتاعة مصلحتها وبس .. شوف البت علشان بطنها تقول كدا أحبك..
قال الحاج عبد القادر والد غصون وهو يدخل وبيده كيس صغيرة
_سيبك منها يا هدهد ولا تزعلي نفسك خالص أنا يا ستي بحبك من غير أي حاجة وشوفي جايبلك أيه!!
ابتسمت هدى بسعادة وقالت
_حمد لله على السلامة يا أبو غصون..
أخذت الكيس من يده لتجد أعواد العسلية التي تحبها لمعت أعيونها وشعرت بالسعادة فعلى الرغم من أنه يبدو شيئا بسيطا إلا أنه بالنسبة لها عظيم جدا لكونه دائما يتذكر ما تحب ويحضره لها..
_تسلم إيدك يا غالي عليا تعيش وتجيبلي...
تنحنحت غصون وقالت بصوت مرتفع
_أحممم نحن هنا يا عصافير .. ولا أما أكل أحسن بسم الله الرحمن الرحيم..
ضحك والديها وهم يجلسان حول المائدة وقال والدها
_أيه مزعلك كدا بس يا غصن .. ابقي إديها عسلية يا هدهد..
رفعت أكتفها وقالت بمرح
_لا وهزعل ليه يا حاج عبدو ربنا يديم المحبة خلي العسلية بتاعتك يا هدهد بالهنا على قلبك..
ضحك الجميع وتناولوا الطعام في جو مليء بالدفء والود يبهج النفس كان له أثر بتكوين شخصية غصون المستقيمة 
فرغوا من طعامهم وتمتموا بالحمد..
قال الحاج عبدو براحة بال
_الحمد لله الذي أطعمني هذا وسقاني من غير حول مني ولا قوة..
وهكذا رددت هدى وغصون..
لعقت غصون أصابعها قالت
_لذيذة يا هدهد تسلم إيدك ويديمك لنا..
قالت هدى بإمتعاض على لعق أصابعها
_بردوة مش هتبطلي بعد الأكل تاكلي صوابعك كدا وتمصيها..
ابتسمت غصون وقالت بتفهم
_إنت تعرفي يا ماما إن بعد ما الرسول صل الله عليه وسلم كان بعد ما يخلص طعام كان يلعق أصابعه الثلاثة وكان يأمر بلعق الأصابع وسلت الصحفة إللي هي الطبق..
دا خبر صحيح رواه مسلم وحكاه كعب بن مالك رضي الله عنه رأيت رسول الله ﷺ يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعقها
يعني الحركة إللي بعملها دي سنة عن الرسول صل الله عليه وسلم..
تمتمت هدى
_عليه أفضل الصلاة والسلام ربنا يزيدك يا غصون فعلا مكونتش أعرف المعلومة دي يا بنتي..
_ولا يهمك يا هدهد أي خدعة..
وخليك يا ماما أنا هلم الأطباق واغسلهم وأعمل الشاي وهاجي طيارة..
قال والدها
_متتعبيش نفسك يا غصون إنت طول النهار واقفة على رجلك..
_وماما بردوة مش بتقعد يا بابا .. دي حاجة بسيطة هخلص وأجي عالطول..
قالت هدى بحنان
_ربنا يباركلك يا غصون..
وخرجوا بالشرفة وجلسا يتسامران إلى أن تأتي بأكواب الشاي..
بينما غصون جمعت الأطباق وقالت وهي بترفعهم
_ الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا.
وقامت بغسلهم ورصت أدوات المطبخ بترتيب ثم أعدت كوبان شاي لوالديها وكوب شاي بالحليب لها وحملتهم للشرفة....
_وأدي قاعدة
 

تم نسخ الرابط