رواية مقيدة بماضيه بقلم سلمي تامر
بعد ما لف بعربيته كتير وصل للمستشفى اللي بتتعالج فيها نور
بعد دقايق كان في اوضتها وماسك ايديها وبيكلمها زي كل يوم لحد ما يأس من استجابتها ليه كالعاده
اتنهد بحزن وهم وقام وقف علشان يمشي لكن اتجمد مكانه بصدم#مه لما سمع صوتها الضعيف وهي بتناديه
_استنى
سمع صوتها وهي بتناديه بضعف
برق عنيه بصدم#مه ولف بسرعه وابتسم بسعادة وفرحه لما شافها باصه في عنيه ورجعت لوعيها من تاني بعد غيبوبتها الطويلة
قرب منها واتكلم بسعادة مقدرش يمنعها:
_نور !
أخيرًا فوقتي...انتِ مش متخيلة انا كنت بتعذب قد ايه طول الفترة دي وانتِ فاقدة الوعي
رديت بنبرة شخص فاقد الحياه:
_فارق معاك اوي ياوليد ارجع للحياة ولا لأ
وجعه سؤالها لأنه فاهم مغزاه وان نور عارفه انه مش بيبادلها نفس المشاعر ده غير اللي عمله فيها علشان كده اتكلم بصدق ونبرة قوية:
_زي ما انا السبب في الحالة اللي انتِ وصلتلها اوعدك اني هخرجك منها
اوعدك يانور اني هصلح غلطتي وهرجعك تاني للحياة اللي حرمتك منها
ابتسمت بشحوب وبعدت عينيها عنه
_ياريته كان بالساهل ياوليد
انا فقدت الثقه في الناس كلها اولهم انت ومستحيل اصدق الكلام المعسول اللي بتقوله ليا دلوقت علشان تخفف احساسك بالذنب من ناحيتي
_عارف اني لو قعدت اقولك من هنا لبكرة ان لما اغت،صبتك مكنتش في وعيي وانك اكيد كرهتيني بس ده ميمنعش اني هفضل احاول معاكي يانور واحاول اكسب ثقتك فيا من تاني
بصتله بحيرة كبيرة وخوف اكتسبته بسبب الحادثة دي
لكن وليد بادلها النظرات بقوة ودعم
_انت بتعمل ايه هنا
بص وراه لقى ميرال اللي بتبصله بنظرات نارية
بصلها بضيق وكلمها بحدة
_انتِ كنتِ عارفه انها منتح،رتش ولسه عايشه ومقولتليش!
_علشان كنت عايزة اشوفك متعذب ياوليد
كنت حابه نظرة الضياع وتأنيب الضمير اللي كانت في عنيك وانت مفكر انك السبب في موتها
علشان كده انا خبيتها
وبصيت لنور بحده
_وانتِ
سامحتيه وقاعده بتتكلمي معاه وبتسمعيله!
انتِ نسيتي عمل فيكي ايه
لسه مصدقاه لحد دلوقت
_انتِ دمرتيها اكتر باللي عملتيه
دفنتيها بالحيا بسبب غلطه ملهاش ذنب فيها
يبقى ملكيش دعوة بيها
وغلطتي اللي عملتها انا هصلحها
بص لنور وغمض عنيه لثواني وهو بيفتكر هدى ونظراتها اللي كلها حب ليه وضحكتها المميزة اللي كان بيسرح فيها لساعات من غير ملل
طفولتهم اللي قضوها كع بعض قبل ما يعزل وينساها بسبب دراسته وعبثه والحياة الجديدة اللي اختارها
وبعدها رجعلها تاني في شبابه وكان متوقع ان حب الطفولة ده خلص لكن لما اتعامل معاها تاني اكتشف انها كانت مُحتلية جزء كبير من قلبه وواضح انه حبه ليها خال
بص لخاتم جوازهم اللي مقلعهوش من ايده وابتسم بحزن وحنين
لكن وأد ابتسامته دي وأخد نفس واتكلم بصعوبه كبيرة وهو شايف قدامه نور اللي كان السبب في عذابها وتدميرها بسبب غلطه ارتكبها بعدم وعي
_انا عايز اتجوزك
كانت واقفه في البلكونه سرحانه كعادتها الاخيرة وبتفكر في آخر لقاء بينهم لما نهيت كل حاجة
الدنيا بدأت تمطر جامد وبقيت برد
لكن محستش بيه بسبب جروح قلبها اللي لسه بتنز،ف
لمحت راجل وست معديين تحت بيتهم سنهم كبير وكان الراجل ماسك الجاكيد بتاعه ورافعه على عليه هو ومراته علشان يحميهم من المطر وكانوا بيضحكوا بصوت عالي ونظرات حب اي حد ممكن يلاحظها
ابتسمت بحنان عليهم ومسحت دموعها وهي بتفتكر انه كان نفسها تعيش كل ده مع وليد لكن القدر فرقهم بنجاح
اشتغلت اغنية على الراديو اللي في المخل اللي تحت بيتهم
ركزت في كلامها وابتسمت بسخريه وحزن
لأنها كانت بتوصف حالته
"تفوت سنين واقول نسيت خلاص هواه وانا ولا بنساه
واشوف صورته بتوحشني حياتي معاه
واقول نسيت خلاص هواه وانا ولا بنساه
واشوف صورته بتوحشني حياتي معاه
عمال بتيجي في بالي وبفتكر اللي فات
والعمر يعدي قصادي ويتعاد في حكايات
واهي ذكريات"
برقت عنيها بصدم#مه لما لمحته واقف تحت بيتها وهو متغرق من المطر وملامحه مرهقة ومتغيرة جدًا وبيبصلها بعشق وعذاب
وبعدعا مشى تاني بخطوات سريعه وكأنه ندم على مجيئه ليها
دموعها نزلت اكتر ودخلت بسرعة قفلت الشباك ومسكت مخدتها وقعدت تعيط
الباب خبط ودخل والدها بقلق وهو بيقرب منها