رواية خادمه قصر أبي بقلم زهره عصام
..
الحلقة الخامسة
فتون: هو بابا فين ليه مش معانا اشمعني شاهي عندها بابا وأنا لا
فاطمة قلبها بقي يأن من الوجع جرحها اللي بتحاول تلمه بقي أعمق كأن الدنيا مصره تحط ملح على جرحها مسحت دموعها ونزلت على ركبها لحد بنتها وقالت: بص يا فتون عوزاكي تخلي الكلمتين دول معاكي دايما رفعت صباعها للسما وقالت: بابا فوق هنا شايفنا وهبيجي يزورنا بليل بس إحنا اللي مش شايفينة ولا ينفع نشوفه
فتون: وليه مهو عمو محمود بنشوفه وبيجيب كل حاجه لـ سليم وشاهي يا ماما
فاطمة بألم: علشان ربنا بيحبنا فـ حطنا أنا وإنتي في إختبار أخد مننا باباه عشان يعرف هننجح في الامتحان وإلا محتاجين حد يغششنا
فتون مفهمتش حاجة بس محبتش تجادل قالت: أنا عاوزه أنام دلوقتي
فاطمة كان معاها مبلغ كويس غير دهبها اللي معاها ورث والدتها مرضيتش تسيبه لمرات أبوها وقالت: يمكن ينفع في يوم من الأيام
فاطمة في الطريق مش لقيا حد يساعدها مشت وهي ماسكة ايد فتون كويس خايفة عليها من الزمن دخلت في شوارع هي أول مره تشوفها أصلًا شافت بالصدفة إعلان إيجار مكتوب على جدار بيت بصتله بتركيز وابتسمت بصت لبنتها وقالت: أنا وإنتي علي الله رزقنا يا بنتي دخلت البيت اللي كان عبارة عن اوضتين وصالة ومطبخ وحمام حمدت ربها على دي نعمة بصت للفلوس معاها وقالت: مشروع صغير نكسب منه قوت يومنا ومسكت الدهب وقالت: هسيبه ليكي يا فتون وربنا يقدرني وأسعدك ومخلكيش محتاجة لحد أبدا
محمود قاعد مخنوق مش عارف يعمل ايه مقدرش النعمة اللي في ايدة لحد ما زالت من ادية ورجع يبكي عليها دم
محمود: عارف إني ظلمتك وجيت عليكي كتير يا فاطمة يمكن من كتر ما كنتي بتهدديني إنك هتمشي انا كبرت دماغي وقولت: كلمتين بتقولهم وخلاص لكني معملتش حساب اليوم اللي هيتنفذ فيه الحكم وجعه صعب أوي استقويت عليكي يا فاطمة وظلمت فتون أوي كمان كنت خايف ومفيش في ايدي حاجة ارجعولي وكل حاجه هتتصلح والله العظيم هحاول أصلح كل حاجه بس ارجعولي
فلاش باك
فتون بتعيط وراحه لـ فاطمة بيتهم اللي في الجنينه محمود كان داخل وشافها فقلبه رق ليها وقفها ونزل لمستواها وقال: بتعيطي ليه يا فتون
محمود بحنان: حقك عليا أنا يا فتون متزعليش يا حبيبتي
فتون بعياط: طنط مني قالت بنت حر’ام مش ليها أب مش تلعب مع ولادي
محمود كتم غضبه جواه وقال: مين قال كدا طب تيجي نتفق اتفاق لما نبقي لوحدنا تقوليلي بابا اتفقنا
فتون مسحت دموعها ببراءة وقالت بضحكة جميلة: بجد أنت هتكون بابا
محمود: أيوة طبعًا دا انا ينولني شرف إني أكون أب ليكي يا بندقة
فتون: اسمي فتون يا بابا
محمود أول ما سمعها منها غمض عيونه كأنه بيرددها جواه فتح وبصلها وقال: لا بندقة لجل عيونك اللي شبه حبات البندق دول
باااك
محمود: فصبرًا على ضعف أهلك روحي وصبرًا على حياة اخترتها بيدي رغم تحذيرها المستمر
فات ١٥ سنة على اليوم دا كانت فيهم فاطمة الأم والأب لـ فتون اشتغلت كل حاجه مكنتش بتنام كانت عاوزة توفر لـ بنتها حياة مش أقل من حياة محمود وولادة
كانت الصبح بتطبخ في بيتها وبتستقبل اوردارات والظهر كانت بتشتغل بشهادتها وبتدي دروس لأطفال المنطقة وبليل واقفة في محل ملابس للسيدات
ابتدت تكسب من شغلها وتحوش وتعلم بنتها لحد ما بقت في أعلي مكانة
في شقته فاخرة في القاهرة
صحيت من النوم على المنبه صلت ولبست هدومها اللي هي عبارة عن دريس لحد الركبة وتحته بنطلون وزينت وشها بحجاب بسيط خلاها في ابهي صورة ليها خرجت تتسحب على المطبخ وحطت ايديها على أمها من جمبها وهي يتقول:- أركب الهوا
فاطمة: يا بنتي إنتي مش هتعقلي ابدا بقي
فتون أخدت قطعه خيار وبدأت تأكل فيها وهي يتقول: تؤ يا بطوط إنتي عارفة إني معاكي ببقي حاجة تانية خالص مالص فتون مصطفى خليل صاحبة أكبر شركة للتصميم والدعايا اللي أكبر رجال الأعمال تتمني تتعاقد معاها بتيجي جمبك انتي وتقلب بطة بلدي
فاطمة: مش ناويه بقي تعقلي وتتجوزي يا فتون
فتون: شوفي يا أمي أنا عوزاكي تشيلي الفكرة دي من دماغك دلوقتي خالص انتي عارفه إني محتاجة أركز في شغلي اكتر وإن في فرع جديد هيتفتح قريب في اسكندرية وأنا الصراحة حاطة تركيزي على النقطة دي مش عاوزه حاجه تعطلني
فاطمة بلعت ريقها بصعوبة وشرد وهي يتقول ببطئ: اسكندرية
…….
دخل شركتة وهو متعصب جدا وقال: اجتماع لـ مجلس إدارة الشركة دلوقتي حالا وكمان شركة النمر تكلمي سليم يجي دلوقتي حالا إحنا بنقع
بعد أقل من ساعة الكل كان في قاعة الاجتماعات
عمران بعصبية: عاوز أعرف إيه اللي بيحصل دا إزاي محدش راضي يستلم الطلبية الجديدة وبيقولوا متقلدة ومعدتش موضة دا بالنسبة للـملابس والاحذية اما بالنسبة لقطع الغيار فـ دي لوحدها موال
سليم: في شركة جديدة ظهرت من كام شهر مكتسحة الكل يظهر إن صاحبها مركز أوي
عمران: عاوز كل المعلومات عن الشركه دي وأنا هتصرف
سليم: قصدك نتصرف أنت ناسي إننا شركاء وإلا ايه
عمران: مش ناسي لكن حابب افهم دماغهم الأول قبل ما نقرر هنعمل اية معاهم دي التصاميم بتاعتهم بتنطليب كل ما تخلص يا سليم لازم اتصرف لازم
——-
كانت قاعدة في النادي بتضحك مع صحابها وقالت: فكرتني ببنت الشغالة اللي كانت عندي وانا صغيرة كنت بعمل فيها عمايل لا وسليم حر’قها مره
– بجد طب وكان ايه رد فعلهم
شاهي ببرود: طفشوا قالتها وصوت صحكتها سمع النادي كله
—–
فتون بصت لـ علامة بنية في ايدها وقالت: وحيات كل دمعة نزلت مني وحيات أمي اللي هنتوها وهنتوني لادفعكم حق كل دا يا ولاد النمر أنا منستش حاجة وكل يوم الجرح دا بيفكرني بيكم صبرًا هخليكم تيجوا لحد عندي برجليكم صبرا
يتبع