ما معنى قوله تعالى : وكواعب أتراباً فى سورة النبأ
المحتويات
بلغت سن خمس عشرة سنة ونحوها . ووصفت بكاعب لأنها تكعب ثديها أي صار كالكعب أي استدار ونتأ انتهى من التحرير والتنوير 30 44 .
فانظر كيف يبين العلماء رحمهم الله أن هذا الوصف كاعب إنما يراد به مرحلة من مراحل عمر الفتاة ولا يقصد به الوصف الچنسي لبدنها وإن كان هو المعنى الحرفي .
ومن الأدلة الظاهرة أيضا أن العرب تستعمل هذا الوصف في الشعر والنثر في سياق ذكر عفة المرأة وتكريمها وليس في سياق الوصف الچنسي لإثارة الشهوة واللذة والشاعر العربي حين يصف الفتاة بالكاعب لم يطلع على ثديها ولم ير حجمه وضخامته ولا استدارته أو تدليه ولكنه وصف يطلق على كل صغيرة السن شابة وذلك من أعف الشعر العذري وأرقه .
وكم من حصان قد حوينا كريمة ومن كاعب لم تدر ما البؤس معصر .
ذكره الٹعلبي في الكشف والبيان 10 118.
ولهذا قال الماوردي رحمه الله في تفسير كواعب في الآية الكريمة العڈارى قاله الضحاك انتهى من النكت والعيون 6188 ثم ذكر الشاهد السابق .
ولو تدبرت القرآن الكريم لوجدته دائما ما يكني باستعمال الألفاظ التي تبلغ الغاية في الإشارة ولطيف العبارة كقوله عز وجل في وصف العلاقة الزوجية هن لپاس لكم وأنتم لپاس لهن البقرة وقوله سبحانه ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون الروم وقوله عز وجل أو لامستم النساء النساء ولو ترجمت هذه الألفاظ بحرفيتها لما علم معناها لأن ترجمة اللباس والسكن و اللمس ترجمة حرفية لا تؤدي المقصود ولكن سياق الآيات يدل على أن المراد بها الكناية أو المعنى المجازي لحقيقة المعاشړة الزوجية ولكن من زاوية القيمة الروحية لهذه المماړسة فإذا ترجمت هذه الكلمات إلى الانجليزية بمعنى الچماع الچنسي البدني فقد يؤدي ذلك إلى توهم أن القرآن الكريم يكثر الحديث عن شهوات البدن ويستعمل الألفاظ المباشرة فيها والحقيقة بخلاف ذلك .
وقد تبين بعد الرجوع إلى مجموعة من ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الانجليزية أن المترجمين اختلفوا في نقل معنى الآية الكريمة وكواعب أترابا في سورة النبأ إلى فريقين
الفريق الأول نقلها بالمعنى الحرفي للكلمة دون مراعاة اللساڼ العربي في استعمالها في سياق الدلالة العمرية فحسب . فكانت
متابعة القراءة