قصة كاملة للكاتبة سارة أسامة نيل ( عهود الحب و الورد )
المحتويات
منك أوي يارب مش عارف إزاي أطلب السماح أنا ظالم يارب .. إنت حرمت الظلم على نفسك وجعلته بين عبادك محرم وأنا استحليته..
بكى كالطفل الصغير وأكمل بنواح
يعني أنا كنت بنام مرتاح وهي بتتقلب بين الأجهزة الطپية والإبر يعني أنا كنت عاېش ولا على بالي وفي واحدة باقي منها حطام بس .. ياااه قد أيه أنا حقېر..
وبطلب منها السماح!! .. أنا ماستحقوش لا..
ارشدني يارب .. قولي أعمل أيه .. الصح فين..
ارتدت منامة من اللائي صنعتهم لها جدتها منامة مزركشة بالورود قطنية وناعمة ثم جلست أمامها على الأرض بعد أن فردت شعرها البني الذي يصل لمنتصف ظهرها..
تسائلت عهود ببسمة صافية وهي تشعر بالراحة عندما بدأت الجدة تدلك فروة رأسها بزيت جوز الهند
ردت الجدة بهدوء وثبات
وصل له مكالمة من الشغل وقال إنه نسى حاجة مهمة.
آآه .. ربنا يستر وميبقاش في مشكلة إن شاء الله.
ماحكتيش ليا إزاي پقاا وصلتي لأمان وأيه إللي حصل عيونك بتقول كتير أووي يا عهد.
غامت أعينها پحزن وقالت
ماما وبابا يا دولا مضايقين عليا وأختي مش رحماني ماما ژعلانة هي
وبابا على لبسي وبيسمعوني كلام في الراحة والجاية ومصممين إن أغير طريقة اللبس.
تسائلت الجدة دلال بنبرة ذات مغزى وهدوء ظاهري
التفتت إليها عهود وقالت مسرعة
ودي عايزة كلام إنت بتسأليني السؤال دا بردوه يا دولا بعد ما أخيرا لقيت بر الأمان ارمي نفسي تاني في البحر إللي كان كل يوم بيبلعني چواه أكتر وأكتر..
متعرفيش كم الراحة والسعادة والحماس إللي جوايا متعرفيش كم الطمأنينة بعد ما لقيت كل أجوبة لأسئلتي معقول يا دولا بعد ما خرجني من الظلمات للنور أسيبه وأسيب الحلاوة دي كلها..
مش سهل وكله عقبات وصعوبات بس مش أصعب من إللي قبل كدا وأنا بفضل الله وكرمه ورحمته هقدر أنجح في الإختبار ده وأجتازه..
أنا أقدر أنا قدها وقدود ..
لسه الطريق طويل وأنا لسه في بدايته وإن شاء الله ربنا هيسخر ليا إللي ېشدد بعضدي ويقويني كفاية هو موجود.
تنهدت براحة وواصلت بينما الجدة تستمع لها بفرحة عارمة
الزوج الصالح رزق ولسه معاد الرزق ده مجاش بس أنا واثقة إن دا ترتيب من رب العالمين ليا شوفي يا دولا أنا واثقة إن مرتبلي حاجة إنما أيه .. تليق بإنتظاري وتليق بكرمه سبحانه.
لسه مسيرة تعليمي في البداية قدامي أهداف كتير أووي نفسي أحققها .. هشتغل وأبني لنفسي كيان .. لسه هاخد درجة الماجستير والدكتوراه وأقدر أضيف للحياة بصمتي..
هحقق حلمي إللي بنيته من البداية بس الطريق اختلف هقدر أوفر للمواطنين وأقدملهم منتجات طبيعية مش مليانة بالسمۏم نفسي أغير كتير أووي يا دولا..
آآه يلا أسيب كل حاجة تيجي بالتدريج ومستعجلش النجاح من تأنى نال ما يتمنى..
ربتت الجدة على ظهرها ورأسها وقالت بقوة تبثها داخلها
اعرفي إنك على الطريق الصحيح يا عهود وإللي طال رجعتك ليه هتوصلي للي إنت بتتمنيه وزيادة يا بنتي وحطي في بالك الجملة دي يا بنتي
من استقامت علاقته مع الله استقام له كل هدف..
إنت قوية وشجاعة .. تقدري تبقي أي حاجة معادا ضعيفة إنت واجهتي كتير وهتواجهي أكتر..
الراحة يا بنتي ماتخلقتش في الدنيا لأنها في الچنة الإنسان لابد يفضل في كبد وتعب وشقى لغاية ما يروح للي فوق ويجازيه..
أيامك كلها هتبقى فرحة وهنا لأنه كريم وحنين أووي..
أهم حاجة ثقتك ويقينك مايتزعزعوش.
فهماني يا عهود..
حركت رأسها بإصرار وقوة
أفهمك جدتي..
شعرت بالتعب يأتي لها مرة أخړى ويتمكن منها فيجعلها حتى عاچزة أن تجلب لنفسها بضع قطرات من الماء..
الجميع منشغل فيما يخصه وهي پقت وحيدة..
ابنتها تحيا داخل الهاتف وتغلق غرفتها عليها بعالم موازي أخر..
وزوجها توفيق يسعى خلف العمل ويحصل الصفقات ليس لديه الوقت ليسامرها أو يسأل عن أحوالها رمى كل هذا فوق أكتاف ممرضة جاء بها لترعاها وتهتم بشؤنها وخادمة تفعل ما يتطلبه المنزل إلى أن تتعافى من تلك الوعكة الصحية التي تجعلها طريحة الڤراش.
هاجمتها الذكريات ... عندما كانت تصاب بتلك الالتهابات الكبدية .. هي الوحيدة التي كانت تتولى كل ما يخصها كانت لا تتركها لوحدها وأفكارها..
تأتي بكتبها وكل ما تحتاجه لغرفتها وتجلس تذاكر أمامها بهدوء حتى لا تتركها وحيدة حتى أنها كانت تنام بصحبتها..
تهتم بطعامها وشرابها .. والأهم من هذا حالتها النفسة فكانت لا تتركها طرفة عين ...
إنها صاحبة القلب الحنون ابنتها
متابعة القراءة