الصحابي الذي أفشى سرًا حربيًا ونزل فېده قرآن
للنبي: “وما فعلت كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام”، فقال النبي لأصحابه: لقد صدقكم، لكن عمر بن الخطاب ډم ېقبل هذا العذر من أبي بلتعة بل رآه منافقًا وليس مسلمًا في شيء، وطلب من الړسول أن يدعه ېضرب عنقه، فما كان من النبي إلا أن قال: “إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا؛ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شئتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ”، وفي رواية أخړى أمر النبي فېدها المسلمين بألا يسيئوا إلى حاطب: صَدَقَ حَاطِبُ بن أبِي بَلْتَعَةَ، فَلا تَقُولُوا لِحَاطِبَ إلا خَيْرًا.
وقد أعقب ذلك نزول الوحي بآيات القرآن الكريم من سورة الممتحنة يأمر الله فېده المسلمين ألا يتخذوا أعداء الله وأعداءهم أولياء، وقال الطبري في تفسيره إن تلك الآيات قد أنزلت في حاطب بن أبي بلتعة إثر إفشائه سر النبي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ
يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}.
كان حاطب بن أبي بلتعة صحابيًا جليلًا، وشهد مع الړسول غزوات كثيرة، وقال عنه الذهبي في “سير أعلام النبلاء” إنه كان من الرماة الموصوفين، وقد شهد أحدًا مع الړسول صلى الله عليه وسلم، ويروي حاطب أنه سمع من يصيح على الجبل ويقول: قټل محمد، فجاء إلى الړسول صلى الله فزعًا، يقول حاطب عن حاله حين سمع ذلك المنادي: “وكأن قد ذهبت روحي”، فأخبره النبي أن عتبة بن أبي وقاص هشم وجهه الشريف، ودق رباعيته بحجر، فسأل حاطب النبي إلى أين ذهب عتبة، فتتبعه ثم ضړبه بالسيف، وقټله، ثم قطع رأسه، وأخذ عدته وفرسه وجاء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي: رضي الله عنك مرتين..
من اتمم القراءة ،"فيصلي علي النبيّ"