ما معنى قوله تعالى (ويل للمطففين )
ما قال الله في المطففين.
وقال بعض العلماء يدخل التطفيف في كل قول وعمل ومنه قول عمر طففت ومعناه نقصت الأجر والعمل وكذا قال مالك رحمه الله يقال لكل شيء وفاء وتطفيف. فقد جاء بالنقيضين.
وقد ذهب بعض الناس إلى أن التطفيف هو تجاوز الحد في وفاء ونقصان.
والمعنى والقرائن بحسب كل قول تبين المراد وهذا عندي جيد صحيح وقد بين تعالى أن التطفيف إنما أراد به أمر الوزن والكيل انتهى.
وأثر سلمان الذي ذكره
إنما الصلاة مكيال فمن أوفى أوفي له ومن طفف فقد سمعتم ما قال الله في المطففين.
رواه سعيد بن منصور 8 275 276 22845.
وممن وسع مفهوم التطفيف الشيخ السعدي رحمه الله قال
وفسر الله المطففين بقوله الذين إذا اكتالوا على الناس أي أخذوا منهم وفاء عما ثبت لهم قبلهم.
وإذا كالوهم أو وزنوهم أي إذا أعطوا الناس حقهم الذي للناس عليهم بكيل أو وزن.
يخسرون أي ينقصونهم ذلك إما بمكيال وميزان ناقصين أو بعدم ملء المكيال والميزان أو نحو ذلك فهذا سړقة لأموال الناس وعدم إنصاف لهم منهم.
وإذا كان هذا الوعيد على الذين يبخسون الناس بالمكيال والميزان فالذي يأخذ أموالهم قهرا أو سړقة أولى بهذا الوعيد من المطففين.
بل يدخل في عموم هذا الحجج والمقالات فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد منهما يحرص على ماله من الحجج فيجب عليه أيضا أن يبين ما لخصمه من الحجج التي لا يعلمها وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر في أدلته هو وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه واعتسافه وتواضعه من كبره وعقله من سفهه نسأل الله التوفيق لكل خير.
باليوم الآخر وإلا فلو آمنوا به وعرفوا أنهم يقومون بين يدى الله يحاسبهم على القليل والكثير لأقلعوا عن ذلك وتابوا منه انتهى من تيسير الكريم الرحمن 915.
والله أعلم.