رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
ما ضحكت عليك
استرد طاهر بتهكم وسخرية وهو يقلل منه لأنه لم يأتي إليه بالنفع أبدا
وعمرك بردو ما نفعتني يا حيلتها
أشار بيده بعصبية منفعلا وهو يجيب على حديثه الساخر منه
وأنا أعملك ايه جبل عرف أن الحكومة شادة عليه نقل البضاعة كلها ومنعرفش فين
تحدث الآخر بغيظ وانزعاج متسائلا بعصبية لأنه يعلم أنه ېكذب عليه
أهبل أنا ياض.. نقلهم إزاي وانتوا متعرفوش هو انتوا مش حرس عنده ولا ايه
بقولك ايه أنت يا طاهر أنا هكدب عليك ليه أنا لو مش عايز اشتغل معاك مش هتضربني على أيدي.. هو زي ما بقولك كده جبل نقل البضاعة من غير الحراس اعرفلك أنا منين هو نقلها فين
تحرك طاهر في الغرفة بعصبية وهو يصيح
وأنت لزمتك ايه.. ما تسأل أعرف دور وراه
وأروح في شربة مايه علشانك.. أنت عارف جبل مبيرحمش
ابتسم وهو يتحرك قائلا بخبث ومكر ظهر في صوته
بس هيجي عندك ويرحم ولا أنت قليل عنده
احتدت نبرة الآخر بضراوة وهو يقول
طاهر بلاش تصطاد في المايه العكره
تحدث طاهر بحدة عندما نفذ صبره وهتف قائلا
ولا أنا عايز أخبار أعرف استفيد منها.. فاهم
لما يجد المستجد أبقى أقولك
أردف يرد بمكر
بس أنا سمعت جديد
ضيق عينيه وتسائل باستنكار
ايه وكلت غيري ولا ايه
قال بهدوء وجدية وهو يلعب بالكلمات ليزعجه
لأ أنا الجديد جه لحد عندي من غير ما اوكل حد.. اللي أنا وكلته خيخه
طاهر.. الزمها
تسائل بجدية مضيقا عينيه ينتظر استماع الإجابة
مرات أخوه اللي ماټ موجودة في الجزيرة
اومأ وهو يحرك الهاتف إلى الأذن الأخرى قائلا بجدية
وبنته ومعاها أختها صاروخ أرض جو
سأله بفتور
أختها ولا هي
أجاب الآخر بضيق
أختها يا أبو مخ ضلم.. أختها
تسائل مرة أخرى بجدية أكثر يريد معرفة الأمور الذي تحدث عندهم بدقة
أجابه هو الآخر بفتور مثله ونبرة لا مبالية بحديثه
جايين زيارة.. علشان الحجه وجيدة تشوف البت الصغيرة وماشين
اومأ برأسه
اه قولتلي كده
تابع بجدية شديدة يؤكد عليه أنه ينتظر منه المعلومات الكافية التي تبرد ناره من ناحية جبل
هستنى مكالمة منك تقولي فيها على الجديد الشديد اللي ينفعني بصحيح.. مش لعب عيال
ماشي.. أعرفه وأقولك
ثم أغلق الهاتف دون حتى أن يستمع إلى باقي حديثه فقد مل منه وشعر بفوران الډماء في عروقه بسبب كثرة حديثه وإلحاحه عليه كل فترة صغيرة فقد طفح الكيل منه ومن طلباته التي لا تنتهي بخصوص الاڼتقام من جبل عن طريق أي خطأ يقع به لأن ذلك الأبلة لا يستطيع في أي شيء ليصيبه لأنه غبي ولا يستطيع التفكير والتدبير كما يفعل الآخر فقط يريد أخذ مكانه في البلد ولا يفكر في عواقب ذلك عليه بعد أن يناله..
سارت إسراء راكضة خلف وعد في حديقة المنزل الكبيرة والمكان الوحيد للخروج إليه من هذا القصر الكئيب فقد ملو الجلوس به وهم لم يكونوا معتادين على مثل هذه الجلسة..
سارت خلفها ضاحكة بصخب وصوت عالي
مش هسيبك.. همسكك يا عفريته
وقفت الطفلة على بعد منها وأخرجت لسانها بدلال وهي تقول برقة صاړخة
مش هتعرفي
ركضت ناحيتها سريعا بغيظ
طيب أنا هوريكي يا سوسه
استدارت وعد لكي تركض في الحديقة مبتعدة عنها ولكنها وجدت جسد صلب يقف أمامها لم تدري بوجوده إلا عندما صدمت رأسها بعمود من أعمدته..
حيث أنها عندما الټفت لتذهب راكضة كان قدمية خلفها مباشرة فاصطدمت به..
انحنى قليلا ورفعها على ذراعه ناظرا إليها بتمعن وجدية فاستمع إلى صوتها الرقيق وهي تسأله
أنت مين! نزلني
تابعها بابتسامة واسعة على شفتيه الغليظة ثم أردف بصوت حنون
أنا عاصم كنت صاحب بابا يونس
نظرت إليه بعينيها مدققة به ثم قالت ببراءة أطفال
بجد بس أنا عمري ما شوفتك
سألها مضيقا ما بين حاجبيه يركز عينيه عليها
وأنتي شوفتي صحاب بابا قبل كده
أومأت إليه بالإيجاب وهتفت قائلة بهدوء وهي تستند بيدها اليمنى على كتفه
آه عمو حمزة بس اللي صاحب بابا وكان بيجيلنا على طول
أكمل يوضح لها سبب عدم معرفتها به وعدم ذهابه إليهم
أنا كمان صاحبه بس أنا عايش هنا فمكنتش بجيلكم علشان كده
ضيقت عينيها بشكل طفولي وهي تضغط على شفتيها ثم قالت له بتسائل ظريف
أنت عاصم اللي خليت إسراء ټعيط
رفع بصره إلى إسراء التي كانت على بعد خطوات بسيطة منهم تستمع إلى حديثهم سويا تنظر إليه بخجل بعد أن استمعت إلى كلمات ابنة شقيقتها الأخيرة فأبتعدت بعينيها عنهم سألها بجدية
مين قالك كده
أجابته ببساطة
أنا سمعت ماما وإسراء وهما بيتكلموا
نظر إلى إسراء مرة أخرى وعاد إلى الطفلة على يده قائلا بعتاب
طب ومش كده عيب ولا ايه
حركت يدها في الهواء قائلة
أنا مكنتش بسمع بقصدي أنا كنت داخله الاوضه وهما بيتكلموا
مرة أخرى يعود ليفعل نفس الحركة بعينيه ينظر إليها إلى
متابعة القراءة